دعا وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الجمعيات التعاونية للاستفادة من تجارب الجمعيات الناجحة على مستوى المملكة ودول الخليج والعالم ككل، مؤكداً خلال مشاركته في جلسات ملتقى الجمعيات التعاونية الثاني أمس على ضرورة تبني هذه الجمعيات للأفكار الإبداعية في العمل التعاوني. من جانب آخر تختتم اليوم (الثلاثاء) جلسات ملتقى الجمعيات التعاونية الثاني والذي ينظمه مجلس الجمعيات التعاونية السعودية تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وتستضيفه الجمعية التعاونية لموظفي الخطوط السعودية بجدة بفندق بارك حياة جدة تحت شعار “التعاون نحو مفهوم معاصر”. وشهد الملتقى صباح الأمس عدداً من الجلسات كانت الأولى بعنوان “القيادة الإدارية والعمل التطوعي” برئاسة الدكتور عبدالإله ساعاتي عميد كلية الأعمال بجامعة الملك عبدالعزيز، حيث تحدث فيها عبدالله بن يحيى الشهري مساعد مدير إدارة الجمعيات التعاونية بعنوان “تطوير نظم ولوائح الجمعيات التعاونية” حيث أوضح بأن العمل التعاوني اتخذ منذ القدم أشكالاً مختلفة, حيث بدأ بالجهود الفردية ثم العائلية فالقبلية وعندما أنشئت وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1380ه لم يكن العمل التعاوني حديث عهد إذ أن الوزارة عند إنشائها قامت بتنظيم العمل التعاوني حيث بدأت الحركة التعاونية في المملكة عام 1382ه بقيام أول جمعية تعاونية بالدرعية بعد صدور نظام الجمعيات التعاونية تم اقتراح تعديله في عهد خادم الحرمين الشريفين وصدر النظام الجديد المعدل مشجعاً للاستمرار والتوسع في هذا المجال أعقبه صدور اللائحة التنفيذية له بالقرار الوزاري، مشيراً إلى أن العمل التعاوني ينطلق في المملكة من مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف, وقد حظي بدعم الدولة وتشجيعها ورعايتها وبتضافر الجهود الحكومية والأهلية أصبح للعمل التعاوني مكانته في خطط التنمية وبرامج حكومة خادم الحرمين الشريفين التي ركزت بأن يكون الإنسان السعودي وسيلة التنمية وغايتها وبما توفر لهذا النشاط من مناخ إيجابي يساعد على سرعة نموه رأسياً وأفقياً. وأبان الشهري بأن وزارة الشؤون الاجتماعية تملك نظرة مستقبلية مملوءة بالأمل ولها إستراتيجية واضحة وهي إدراكاً منها لأهمية استمرار الجمعيات التعاونية في تنفيذ برامجها ومشاريعها، مشيراً إلى أن ذلك يأتي عبر تشجيعها إنشاء جمعيات متخصصة في مجالات معينة، وكذلك التركيز على إقامة لقاءات وبرامج تدريبية للقائمين على الجمعيات التعاونية والعاملين بها، وإنشاء نظام معلومات متكامل يخدم الجمعيات ويساعد على انسياب المعلومات بين الجمعيات بعضها ببعض وكذلك بينها وبين الوزارة إضافة لإقامة لقاءات توعوية عن الجمعيات التعاونية بالمناطق والمحافظات، فضلاً عن تشجيع الجمعيات على القيام بالأنشطة والبرامج ذات الأولوية وتقديم الدعم اللازم لها. أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان “أمثلة واقعية لقصص نجاح محلية” برئاسة الدكتور نوره فرج المساعد الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز، وشارك فيها ماجد بكر درويش رئيس الجمعية التعاونية لموظفي الخطوط السعودية بعنوان “تجربة الجمعية التعاونية لموظفي الخطوط السعودية” أوضح فيها بأن الجمعية التعاونية لموظفي الخطوط السعودية تعمل بنشاط وإصرار لتكون إحدى الجمعيات القيادية في المملكة العربية السعودية والوطن العربي، موضحاً بأن الجمعية تسعى لأن تكون من الطراز المتميز، يتركز اهتمامها على عملائها، وذلك بأداء خدماتها أفضل مما يتوقعها عملاؤها. وتوفير مستوى عالي من الخدمة مع ضمان أقصى استفادة ممكنة للعملاء وللجمعية. وأوضح درويش بأن الجمعية تهدف لتخطيط وتنسيق وتأمين وإدارة الخدمات المؤداة بفاعلية لتحقيق المستويات المنشودة فيما يختص بخدمة العملاء مع التركيز على تأكيد الشخصية التعاونية المميزة وذلك بالتكلفة المناسبة لعملائها وتحقيق ربحية مقبولة، فضلاً عن توفير مستويات خدمات العملاء المنشودة بالتخطيط المثالي لحالات التباين بين العملاء وإدارتها بمهارة وفاعلية بحيث يتناسب ذلك مع السعي لجعل الجمعية منشأة من الطراز الأول يتركز اهتمامها على عملائها، والتأكد من توفر المعلومات الجيدة الفورية بهدف كسب ثقة العملاء، خاصة تلك التي تؤثر على خدماتهم مباشرة، والتأكيد على استمرارية تحسين الخدمات المقدمة بإشراك العاملين في التخطيط والتنفيذ والعمل على تطويرهم والحفاظ على السمعة الحسنة فيما يختص برعايتهم. وبين درويش بأن أسباب نجاح الجمعية هو فريق عمل متميز، ودعم مجلس الإدارة، والدعم المميز من الجهة الحاضنة للجمعية الخطوط السعودية، ودعم وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات ذات العلاقة، ودعم بعضاً من القطاع الخاص، وأخيراً قناعة الموظفين المستفيدين بأهمية الجمعية ودورها. فيما قدم الدكتور محمد العبدالكريم الحمد رئيس جمعية حماية المستهلك ورقة عمل بعنوان “الجمعيات التعاونية الاستهلاكية وإمكانية نجاحها في المملكة” أوضح بأن الجمعيات التعاونية الاستهلاكية حققت نجاحاً كبيراً في بعض الدول العربية وبالأخص بعض دول الخليج وكان أبرز النقاط الإيجابية في تلك النجاحات مساندة جهود الدولة في توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار معقولة، ومساندة جهود الدولة في تثبيت الأسعار ومحاربة الغلاء؛ والعناية بالفئات محدودة الدخل، وإيجاد نوع من التوازن في أسعار السلع، والمساهمة في رفع مستوى معيشة المواطنين، والمساهمة في التصدي لجشع بعض التجار وكسر احتكار السلع، ومواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية المتكررة من خلال توفير سلع بأسعار معقولة في أي وقت. أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان “دور الإعلام في خدمة التعاونيات” برئاسة الدكتور هاشم عبده هاشم، ومشاركة كلاً من جمال خاشقجي، وهاشم جحدلي، حيث اعترف المتحدثون خلال الجلسة بتقصير الإعلام تجاه الجمعيات التعاونية، معترفين بأن هناك أزمة بين الإعلام والعمل التعاوني.