جزم حاييم واكسمان -نائب السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة- بمسؤولية لبنان عن المبادرة بإطلاق النار خلال الاشتباك على الحدود في 3 أغسطس الجاري قبالة قرية عديسة استنادا إلى معلومات وردت في تحقيق أجرته الأممالمتحدة. وقال في تصريحات له بمقر المنظمة الدولية بنيويورك إن (فتح القوات المسلحة اللبنانية النار وهو ما تسبب في وقوع الاشتباك يشكل انتهاكا خطيرا للقرار 1701 وخرقا سافرا لوقف القتال). وأضاف (في الوقت الذي فتحت فيه القوات المسلحة اللبنانية النار أول الأمر كان جنود جيش الدفاع الإسرائيلي متمركزين بمواقع على الجانب الإسرائيلي جنوبي الخط الأزرق). يشار إلى أن تقرير التحقيقات باشتباك 3 أغسطس سلم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي وأعطيت نسخ منه لإسرائيل ولبنان ولكن لم يتم الإفصاح عن محتوياته. وقال رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن السفير الروسي فيتالي تشوركين إن التقرير لن يوزع على أعضاء المجلس قبل اجتماع يوم الخميس بين مسؤولين من الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي وقوات يونيفيل. من ناحيته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه رغم أن التحقيق الذي تجريه بعثة المنظمة الدولية المعروفة بيونيفيل ما زال جاريا فقد توصلت إلى أن الأشجار التي قطعتها قوات الدفاع الإسرائيلية تقع جنوب الخط الأزرق وأن القوات المسلحة اللبنانية أطلقت النار أولا، رغم أن يونيفيل لم تحدد الطرف الذي بادر بإطلاق النيران المباشرة). وأشار بعد التصويت بالإجماع على التمديد لمدة عام ليونيفيل إلى أن بقاء البعثة في الجنوب لا يزال مهما للغاية في أعقاب حادث الثالث من أغسطس والذي تبادلت فيه القوات اللبنانية والإسرائيلية إطلاق النار لمدة ثلاث ساعات بالمدافع الرشاشة الثقيلة والصواريخ. يشار إلى أن جنديين وصحفيا من لبنان قتلوا في تبادل إطلاق النار وكذلك ضابط إسرائيلي برتبة مقدم. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه على (الوضع الهش لاتفاق وقف الأعمال العدائية)، ودعا كافة الأطراف إلى ضمان الاحترام الكامل للقرار 1701 الصادر عام 2006 ومضاعفة جهودها لضمان وقف دائم لإطلاق النار. جاء ذلك بعد أن مدد مجلس الأمن الدولي لمدة عام التفويض الممنوح لبعثة حفظ السلام في جنوب لبنان وسط تحميل إسرائيل للبنان مسؤولية عن الاشتباك الأخير بقرية عديسة. وصوت أعضاء المجلس ال15 لصالح قرار تمديد تفويض يونيفيل في لبنان حتى 31 أغسطس عام 2011. وقال المجلس إن تلك القوة والجيش اللبناني هيآ (بيئة إستراتيجية جديدة) في جنوب لبنان منذ 2006، عقب حرب قصيرة بين إسرائيل وحزب الله في تلك المنطقة. وأعرب نص القرار عن الأسف الشديد إزاء حادث الثالث من أغسطس، وأكد أهمية ألا تعيق كل الأطراف قدرة يونيفيل على العمل في المنطقة التي تقع تحت سيطرتها بموجب التفويض الممنوح لها. في السياق قال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز أمس إنه يتعين على لبنان وإسرائيل إحراز تقدم من أجل تحديد موقع الخط الأزرق بينهما لتجنب تكرار الاشتباك الذي وقع عبر الحدود هذا الشهر. على صعيد آخر عبث مجهولون بلوحة تذكارية لجنود من يونيفيل قرب قرية كفرشوبا الواقعة في القطاع الشرقي من جنوبي لبنان. وقال الناطق الرسمي باسم يونيفيل نيراج سينغ أمس إن هذه اللوحة تخلد الوفاة المأسوية لثلاثة جنود بلجيكيين من يونيفيل سقطوا عام 2007 ووصف العمل بالتخريبي. وأضاف (إننا نعتبر ما حصل عملا تخريبيا معزولا ارتكبه أفراد تتعارض أعمالهم بوضوح مع ضيافة أهالي الجنوب التي أظهروها ليونيفيل على مدى أكثر من 32 عاما من وجودها في المنطقة).