الحياة هي الطريق الذي يستطيع الإنسان الوصول فيه الى غايته ولكن لا يتم ذلك إلا بتحديد الهدف فيكون السير مع الحياة سهلاً وميسراً اما عدم تحديد الهدف فهو اتجاه ضد السير في هذه الحياة فالهدف يعطي طعما للحياة.. الحياة بلا معنى كسائق بلا مقود فالحياة ابداع وانجاز وعطاء وخبرة واهتمام وبذلك تكون الحياة هادفة وناجحة وما احسنها واجملها وامتعها عندما يستطيع الانسان ان يعيشها بالارادة الصادقة في المواقف والأفكار والتعبير والمبادىء والانجاز والاهداف والمحبة وكيفية العبور من المواقف الصعبة والبعد عن العقد والتفاعل مع الغير وقبول الرأى الآخر، فالانسان يستمد حياته وقوته من التمسك بمبادئه وغاياته واهدافه التي يعتمد عليها.. وفي طريق حياتنا نحلم ونحاول ونتمنى ونفكر ولكن الحياة لا تأتي بما يريده الانسان وقد تكون الرياح بعكس التيار فتدفع الانسان الى اليمين او اليسار او للامام او للخلف فتصبح الحياة عكس التيار وعكس المطلوب ولكن الانسان القوي الصلب من يقف امام هذه التيارات وضغوط الحياة وصعوبتها والاختلافات التي لا يتوقعها مع الغير بكل شموخ وعزة ولا يسير عكس التيار وعكس سير الحياة فالانسان الذي لا يسير بعكس الحياة صاحب المبدأ القوي والثابت والواثق بنفسه وبأفعاله وبالتطبيق وليس بالكلمات تكون الحياة سهلة وبسيطة.. اما الحياة عكس التيار فهي حياة يملؤها الضيق والحزن والألم ويعكر صفوها التشتت والبعد والتوهان فهذه الحياة لا تكون فيها الرؤية واضحة فالانسان لا يدرك الى اين يتجه والى اين سيصل في نهاية الطريق كم يستمتع الانسان بالالتقاء بفلان الحكيم العالم الذي يسعى الى هدف منشود وسام بوسائل وطرق مثالية وخلاقة لحاجاتنا لأمثال هؤلاء الحكماء لنضوج عقولهم وسلامتها والاستئناس بهم على الاقل في زمن فيه لالعب على الحبال وزمن السيرك لاثبات الذات وكم يستفزني الضيق والألم عندما التقي بمن يعيش في حياة عكس التيار ورجل المبادىء الذي لا يتأثر بالضغوط والرياح ولا تجبره على السير بعكس الحياة بعيداً عن قناعته هو ذاك الذي يفكر ويتخذ قراراته بناء على أفكاره ومبادئه التي يؤمن بها اشد الايمان مقتنعاً بصحتها وصوابها في كل الأحوال والمواقف والمنعطفات والتناقضات تستوقفني كثيراً أمام الاصدقاء ممن يعيش في عكس هذه الحياة أي بدون هدف عندما يقدم لي نصيحة او يريد ان يرشدني للاصح ويقول لي مشكلتك يا صديقي انك ما تعرف ان تلعب على التناقضات والحبال والأوهام ثقافة اللعب على هذه التناقضات لا تختلف كثيراً عن التسلق على الجدران والدخول في المتاهات التي لا يعملها الا الله والهدف هنا يكون واحداً وان اختلفت الاسباب فلا مبدأ ولا ضمير ولا معنى لهذا النهج نهج الكثيرين الا اذا كانت الحياة بالطبع تسير عكس ما نتوقع وعكس ما نريد وتقوم على قاعدة تعدد الأوجه ومراضاة الجميع مهما كان ذلك خطأ أم صحيحاً وفي هذه الحياة تصبح الافكار والمثالية والمبادىء كسلوك وان حكم البعض بالنظرات التشاؤمية هذه فالافكار الخلاقة اصبحت كلمات وشعارات تحليلية كل بطريقته وهدفه في حياته اصبحت عكس التيار والادهى من ذلك هو ان الانسان يفقد نفسه بعدما فقد المبادىء والوسائل والاهداف واصبحت حياته مضطربة حياة عكس التيار لا يوجد بها تحديداً للاهداف. وفي الواقع لم يكن البشر يوماً على قلب واحد ولا عقل واحد ولا مكانة واحدة وهذه سنة الخالق ولكن الاختلاف الابرز بينهم هو العطاء والعطاء أنواعه ومجالاته متعددة ومحققة للاهداف والانسان اذا ما اراد ان يحدد لنفسه هدفاً واضحاً ويعمل للوصول اليه فلابد ان يتوصل الى الطريق السليم ولا يفقده ولا يسير عكس التيار.. لماذا يفقد الانسان نفسه والمعاملة واضحة؟ حينما يكون المطلوب هو تحقيق الهدف وطريقة الوصول هي المعطيات والمدخلات واثبات الجدارة وتحقيق الهدف.