اعجبني جداً طرح جاري في صفحة الرأي ب (الندوة) الحبيبة الاستاذ الدكتور بكر بن عمر العمري في مقاله (الحرث في البحر) يوم الاثنين الفارط 6 رمضان فكل ما جاء في مقاله الرصين هو واقع حال التعليم الجامعي في الدول العربية ما عدا دولة أو اثنتين تحاولان اللحاق بالركب على استحياء ومنها التعليم الجامعي لدينا.. فرغم الآمال والطموحات الكبيرة والصرف المالي السخي من الدولة أعزها الله الا ان مسار التعليم الجامعي لدينا يحتاج الى وقفات اقل ما يقال عنها العلاج بالكي حتى لا نذهب في سبات عميق بحجة تعديل ترتيب جامعات المملكة العربية السعودية بين جامعات العالم المتقدم او ما يسمى العالم الاول، وعندما توفرت الارادة والادارة والحكمة واعطاء القوس باريها والقرص لخبازه شاهدنا المعجزة على الرمال واعني بذلك (كاوست) مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجامعية في ثول والتي افردت لها مقالاً خاصاً سبق نشره في هذه الزاوية وغيرها من المشاريع التعليمية الجامعية العملاقة كجامعة البترول والثروة المعدنية بالظهران وغيرها إلا انه ومع الأسف الشديد اصابه بعض القوم في التعليم الجامعي لدينا حمى المراكز المتقدمة وشهادات الايزو العالمية وتناسى القوم ان التعليم الجامعي لدينا لا ينصلح بالاماني والاحلام والأغرب أن رداءة المخرجات الجامعية ترمي على التعليم العام والتعليم يرمي على الاسرة والاسرة ترمي على الشارع والشارع على وسائل الاعلام والاتصال المقروءة والمسموعة والمرئية. حتى أصبحت الطاسة ضائعة كما يقال يا جماعة الخير نقول ونكرر يجب اولاً الاهتمام بالاستاذ الجامعي وضمان حقوقه المادية والمعنوية وبالتالي يجب الزام هذه الطبقة من الاكاديميين بالواجبات كما حصلوا وسيحصلون على حقوقهم كاملة غير منقوصة. فلا نمكن بعضهم من اختيار المجموعات التي سيقومون بتدريسها ولا نمكنهم من اختيار زمن المحاضرات ومتابعتهم بصرامة فكم من القصص المحزنة صادفت بعض الطلاب الجامعيين نظراً لان الاستاذ المحترم لم يقم بتصحيح اوراق اجابات الطلاب وغيرها من الغرائب المضحكة المبكية وبالمناسبة جمعنا لقاء في مجلس خاص من مجالس سمو سيدي امير المنطقة خالد الفيصل وكالعادة ضم المجلس نخبة من مسؤولي واعيان مكةالمكرمة وكان الحديث ينصب على ما طرحه الشيخ الفاضل احمد الحريبي من شكوى الناس في مكةالمكرمة تحديداً من عملية القبول في جامعة أم القرى وعرج بعضهم على احقية الحاق ابناء الدكاترة في الجامعة وكانت بحق جلسة مصارحة غير مخطط لها، ومن حسن الطالع كان من ضمن الحاضرين الصديق معالي الدكتور بكري بن معتوق عساس والذي دافع بكل جراءة وشجاعة عن امانيه في تحقيق جامعة أم القرى المكانة اللائقة بها، وكانت مداخلتي والتي دائماً ما اركز عليها في كل محفل ومناسبة، وتتمحور هذه الملاحظة في ضرورة ايجاد مكتب تنسيق لقبول الطلاب والطالبات في جامعاتنا ومعاهدنا وكلياتنا علي مستوى المملكة فلا ينبغي ان يترك الطالب في هذه السن الحرجة والمراهقة وصفاتها الجسيمة والعقلية والنفسية في مهب الريح فقد ينتج عن هذا الفراغ ما لا يحمد عقباه. فما على المراقب الحصيف الا القيام بجولة على بعض الاستراحات والمقاهي ويرى بأم عينيه الاعداد المهولة لشباب في عمر الزهور وهم يدخنون المعسل ويشاهدون المباريات في منظر مثير للشفقة، والحزن فقد يندس بين هؤلاء المجرم وبائع المخدرات والمبشر بالجنة عن طريق التكفير والتفجير لا قدر الله. فكم عانينا في المملكة من هذه الافات المدمرة لولا يقظة رجال الامن البواسل ولكن الطوفان اذا كان عالياً يصعب على أعتى السدود الوقوف في وجهه واقترحت في المجلس المشار اليه ان تبنى جامعة أم القرى خصوصاً وانه ملحق بها معهد خادم الحرمين الشريفين للابحاث للقيام بدراسة جادة ومحكمة عن رأي الناس في انشاء مكاتب التنسيق لقبول الطلاب والطالبات في الجامعات والكليات والمعاهد بأنواعها وتوجيههم الى هذه المواقع حسب السكن حيث تم توفير العديد من الجامعات على مستوى مدن المملكة الرئيسية والفرعية. ورفع نتائج هذه الدراسة الى المرجع الاساسي وزارة التعليم العالي وبالتالي رفعها الى مقام مجلس الوزراء فمجلس الخبراء فمجلس الشورى وسترون ان الجميع يجمع على هذه الفكرة لما لها من نتائج ايجابية مبهرة بإذن الله تعالى وبالمناسبة اتمنى الغاء الاختبارات التحصيلية والتي اسميتها (فلترة) لقبول اعداد محددة في الجامعات وترك البقية يواجهون مصيرهم المظلم وكلنا اباء ونرغب ان نرى ابناءنا يحققون احلامنا التي هي احلام الدولة ولاشك. حتى أصبحت هذه الفلترة كفوترة فواتير الجوال.. بحيث يصبح للحساب بقية متداخلة في الفواتير القادمة والنتيجة ان المرحوم كان مخطئاً. ويا أمان الخائفين وعلى الله قصد السبيل.