سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يوسف الأحمدي يتبرع بإنشاء وقف خيري لمشروع تعظيم البلد الحرام وجمعية مراكز الأحياء بمكة بقيمة 12 مليون ريال طلال أبو النور : جمعية مراكز الأحياء تسعى إلى توحيد المجتمع على الخير.. ومشروع التعظيم تربية للناس على الأدب مع الحرم
كشف رجل الأعمال يوسف بن عوض الأحمدي رئيس مجلس إدارة شركة الأفكار السعودية للتنمية المحدودة والخبير العقاري ، عن تبرع شركة الأفكار السعودية ، بإنشاء وقف خيري باسم والده الشيخ عوض الأحمدي ( رحمه الله ) ، لصالح مشروع تعظيم البلد الحرام ، وجمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة ، وهو عبارة عن عمارتين تحت الإنشاء حالياً في حي الحمراء ، وقال إن إخوانه وأخواته قد وافقوا على المساهمة في هذا الوقف ، موضحاً أن قيمته تبلغ 12 مليون ريال ؛ جاء ذلك في الحفل السنوي لمركز حي الحمراء الذي أقيم في مجلس يوسف الأحمدي بمكةالمكرمة بعد صلاة التراويح من مساء يوم الأربعاء الماضي برعاية الأفكار السعودية. وكان الحفل السنوي لجمعية مراكز الأحياء قد بدأ بكلمة رحب فيها رجل الأعمال يوسف الأحمدي بالحضور ، وشكرهم على تفاعلهم ، وتجاوبهم مع دعوة رئيس مركز حي الحمراء بمكةالمكرمة المهندس عدنان شفي ، للمشاركة في الحفل السنوي للمركز ، متطلعاً إلى استمرار هذه اللقاءات السنوية ، ثم طلب من الدكتور طلال أبوالنور المشرف على مشروع تعظيم البلد الحرام وعضو جمعية مراكز الأحياء بمكة ، الحديث عن مراكز الأحياء ومشروع تعظيم البلد الحرام. وقد ألقى الدكتور طلال كلمة حمد الله تعالى فيها الذي أسكننا بلده الحرام مكةالمكرمة شرفها الله ، أحب البقاع إليه سبحانه وتعالى ، وإلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، مبدياً سعادته بالاجتماع في رحاب بيت الحرام ، داعياً بالبركة لمن كان سبباً في ذلك ، وأن يكون اجتماعاً مرحوماً.ثم أوضح أبو النور أن ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا دائماً على الاجتماع ، ويأمرننا بالتعاون والتكامل والتكاتف ؛ حيث يقول تعالى “ وتعاونوا على البر والتقوى “ ويقول “ إنما المؤمنون إخوة “ ، لافتاً إلى أن أول عمل شرع فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد وصوله المدينةالمنورة إثر هجرته المباركة ، كان هو قضية المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. وأبان الدكتور طلال بأن الاجتماع فيه بركة ، وأن يد الله مع الجماعة ، موضحاً أن التشريعات الإسلامية أبانت الحقوق للآخرين ، وهي جميعها دعوة للاجتماع ، فحقوق الوالدين والجيران على سبيل المثال هي دعوة للاجتماع ، كما أن حقوق المسلم على أخيه ، واحترام الكبير ، وإجلاله ، وإلقاء السلام ، كلها دعوة للاجتماع ، موضحاً أن العبادات العظيمة هي دعوة إلى الاجتماع ، فالصلاة ومنها صلاة العيدين والجمعة والجماعة ، وكذلك الحج دعوة للاجتماع ، وأضاف أبو النور قائلاً هناك في شريعة الله تعالى نهي صريح عن مفارقة الجماعة ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال “ لا رهبانية في الإسلام “ وحث على الصبر على أذى الناس ومخالطتهم ، إلى جانب الآيات التي حثت على الاجتماع ، مما يدرك معه المرء أن قضية الاجتماع أساس في الشريعة الإسلامية قولاً وعملاً ؛ فقد قرر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وحث الصحابة عليه ، ووجه الأمة إلى هذا الأصل العظيم ، وحذر الجميع من أن هناك خصماً يسعى إلى فرقة المسلمين والتحريش بينهم هو أبليس ، حيث قال عليه الصلاة والسلام “ إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم” وكما أوضح المشرف على مشروع تعظيم البلد الحرام أن الشريعة نهت عن كل ما يؤدي إلى التنازع والفرقة ، ولهذا نهينا عن الكبر والحسد والشح والغضب ؛ لأنها تدعو إلى النزاع وإثارة الفرقة. وأكد أبو النور على أن الاجتماع خير وبركة ، فالصغير مثلاً يتعلم من الكبير ويحترمه ويستفيد من تجربته ، وهكذا ، وأشار إلى أن قضية الاجتماع بمنزلة كبيرة في شريعة الله ، ولا ينبغي أن نتعامل معها على أنها أمر ثانوي ، بل هي أصل عظيم في الإسلام ، وأن الإسلام هو اجتماع الناس على التوحيد والألفة والتآخي ، وصفاء نفس المسلم تجاه إخوانه ، بعيداً عن الغل والحقد والحسد والبغضاء ، بحيث يحاول أن يساعد بجهده ، مؤكداً أن هذا هو المجتمع الذي يحبه الله. وأوضح الدكتور طلال أبو النور أن جمعية مراكز الأحياء قامت بتفعيل هذا الهدف السامي ، وهي تعيش ذلك حالياً ، وتسعى إلى توحيد المجتمع وتآخيه وتآلفه. وهي تجربة عملية لتحقيق هذا المفهوم ، وميدان عملي لتكريس هذه القضية لتصبح واقعاً معاشاً ، وتعزز مفاهيمه في المجتمع.وفيما يتعلق بمشروع تعظيم البلد الحرام فقد أبان أبو النور في كلمته ، أن هذا المشروع يعتبر قضية كبرى ، لأن اجتماعنا تحت مظلة مراكز الأحياء لابد أن تكون ثمة قضية كبرى نحمل همها ونسعى إلى معالجتها وتحقيقها ، حتى نتحرك بإيجابية ؛ وقضية التعظيم قضية كبرى ، هي نمط حياة راقية ، تحقق مفهوم التعظيم الوارد في كتاب الله تعالى كما في قوله “ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس.. “ مبيناً أن قضية ( القيام ) لم ترد في القرآن إلا مرتين ، الأولى وردت في المال كما في قوله تعالى “ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً... “ فالمال هو قوام الحياة ، والثاني في قوله تعالى “ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس “ فالبيت الحرام قيام للأديان ، والمال قيام للأبدان ، ولم تحدد بزمان ولا مكان ولا بأهل الإسلام ، بل هو عام للناس جميعاً. والمهم أن القيام المربوط بالكعبة هو قيام المدنية المتميزة التي تقوم على الاجتماع والتراحم والتواصل والعطاء والخدمة ، هذه هي المدنية ، نراها على مر التاريخ ، وانقطاعها هو نهاية الدنيا ، واجتماع الناس عند الكعبة هو أمان للعالم ، وأكد أبو النور على أن الله أراد أن تكون هذه البقعة المباركة هدى للعالمين ؛ لارتباطها بالعبادات من اجتماع الصفوف والحشود حتى إن ذلك كان سبباً في إسلام الكثيرين ؛ وقد ذكر الله في كتابه الكريم خصائص البلد الحرام ، ومنها أنه جعل البيت الحرام مثابة للناس يعني تتعلق قلوبهم به ، وتشتاق إليه وهذه استجابته منه لدعوة خليله إبراهيم عليه السلام.وقال أبو النور إن مشروع التعظيم كان هدفه الأول هو نشر رسالة عامة بأن هذا البلد معظم ، والمشروع اليوم انتقل إلى خطوة أخرى ، وهي تفسير ذلك على أرض الواقع ، بالعمل على تربية الناس على التعظيم ، وهذا هو واجب دور التعليم والمساجد والشارع والمتاجر والمنازل، حتى نصل إلى نطق الأرض للأدب مع الحرم ، فبرنامج الحي المعظم ، يسعى إلى الوصول إلى مجتمع التعظيم في الحي الواحد ، من حيث إدراك خصائص البلد الحرام وقدسيته المكان ، وقيام الروابط الاجتماعية الحسنة المحققة للتكافل والتكاتف والطهر الحسي للمكان المقدس والأمن المجتمعي ، لتكون نموذجاً ، ثم تنتقل إلى بقية الأحياء ، وقد انطلق البرنامج في حي العتيبية في 20 شعبان الماضي ، لتحقيق هذه الأهداف ، وأشاد أبو النور بأهالى حي العتيبية الذين أبدوا تعاوناً وثيقاً ، وعملوا على إنجاح هذه الأهداف ، وقال سوف تنتقل هذه التجربة بإذن الله إلى بقية الأحياء ، حيث سيكون مركز حي الحمراء هو الحي الثاني لتعميم التجربة العملية.كما أشاد أمين مشروع تعظيم البلد الحرام في نهايته كلمته بدعم رجل الأعمال يوسف الأحمدي لمراكز الأحياء ومشروع تعظيم البلد الحرام ، حيث هيأ الله على يديه إنشاء وقف خيري تبرع به هو وإخوانه وأخواته باسم والدهم الشيخ عوض الأحمدي ( رحمه الله ) ؛ هو عبارة عن عمارتين تحت الإنشاء حالياً ؛ إحداهما لمشروع التعظيم والثانية لمراكز الأحياء ، وهي سنة حسنة ، سائلاً الله أن يكتب لهم والدهم الأجر.عقب ذلك ألقى الشاعر مشعل القرشي قصيدتين نالت استحسان الحضور الأولى مطلعها “ يا مكة أنت بلدي “ والقصيدة الثانية بمناسبة وقف الأحمدي لمشروع التعظيم ومراكز الأحياء ، وفي نهاية اللقاء طلب رجل الأعمال يوسف الأحمدي من الدكتور طلال أبوالنور والشيخ حمد بن عوض الأحمدي توزيع الدروع التذكارية على الشباب الذين ساهموا في العمل على برنامج جارك الالكتروني وعلى رأسهم الشيخ أنور هوساوي ، وزملائه المهندس عاطف آشي وريان أنيس وعلى حكمي وإحسان بوقس ونايف صبان وأحمد باوزير ومحمود قطان وعايد البقمي ومهدي حكمي وإياد محمد ، وفي الختام دعا الأحمدي الحضور لتناول طعام العشاء على مائدته.