اتصل بي صديقي الفنان التشكيلي صاحب الذوق الراقي والحس الساقي (الاستاذ عبدالله ادريس) يدعوني الى حضور افتتاح معرض فنون تشكيلية سوف يقام بمدينة جدة بقاعة (سيزار) تحت اشراف صاحبة السمو الملكي الأميرة (بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز) ليلة الخميس التاسع من رمضان 1431ه ولبيت له هذه الدعوة الكريمة وسعدت كثيراً بما شاهدته من معروضات فنية تنم عما وصل اليه الذوق الراقي الفني لابناء وبنات هذا الوطن الذين قاموا باخراج هذا العمل الرائع الذي يعكس ما تتمتع به مملكتنا من مواهب بشرية وطاقات فكرية لا يقل مستواها عما نشاهده في دول الجوار في هذا المضمار. ولكن ما شد انتباهي واصابني بالانبهار تلك المحاضرة القيمة الرائعة التي ارتجلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة (بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز) التي استطاعت وعلى مدار الساعة ان تضع محاضرة في برواز انيق مطرزة بعبارات فنية حضارية واراء مضامينها دينية مأخوذة من تعاليم ديننا الحنيف الصالح لكل زمان ومكان مما جعل المدعوون وانا احدهم نصاب بالذهول والانبهار ونحمد الله سبحانه على أن مملكتنا الغالية تضم مثل هذه الذخائر والكنوز الفكرية النفيسة المتمثلة في شخصية هذه الاميرة التي حباها الله بكل هذه الملكة الثقافية وجعلها تستطيع وبكل اقتدار ان تضع افكارها في قوالب مستساغة تتوافق مع ثوابتنا وقيمنا وتقاليدنا الاسلامية واصبحنا اضافة الى ما تضمه مملكتنا الحبيبة في جنباتها من مواهب فذة نسائية من امثال الكاتبات المرموقات (كالجوهرة بنت سعود) و(عزيزة المانع) و(بلقيس ابورأس) و(اعتدال عطيوي) و(نبيلة حسني محجوب) والروائية العالمية (انتصار العقيل) والاديبة ذات المواهب المتعددة (مها احمد حسن فتيحي) وغيرهن من الكثيرات من دكاترة واديبات وشاعرات ممن لا يحضرني اسماؤهن، لكن ما اريد ان اقوله بأن مملكتنا لم تكتفِ بهذه الاسماء بل انجبت لنا موهبة من نوع آخر موهبة تستحق ان تحمل لقب (سفيرة) لهذا الوطن الكريم في المحافل الدولية، وطن يصدر للبشرية آراء حضارية وذخائر فنية في قوالب إسلامية تحمل لواءه أميرة عربية سعودية تسمى (بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز). فنحن في حاجة الى مثل هذه القدرات الفائقة والعقول النيرة. والله ولي التوفيق