منذ صغري وأنا على مقاعد دراسة المرحلة الابتدائية بالمدرسة السعدية الابتدائية والتي كانت تقع في حلقة الحطب أو خلف شارع التيسير أو أمام بيت الصبان كنت افرح كثيراً برؤيته وأحس بفخر بطلته الملكية .. وعندما أنهيت دراستي العادية ثم دراستي الجامعية وتخصصت في الإعلام كنت ولعاً بخطبه في المحافل الداخلية أو الإقليمية أو الدولية. فالملك فيصل ( رحمه الله) من الملوك الذين تركوا بصمة في جبين التاريخ العربي وشهد بحنكته الكثير حتى أولائك الذين كانوا على خلاف معه في الرأي على بعض الأمور التي تهم الأمة الإسلامية أولاً والعربية ثانياً .. ولكتب التاريخ العربية أو تلك الأجنبية والتي صدرت حول شخصيته كإنسان وشخصيته كملك تزخر بها كبرى المكتبات العربية والأجنبية مسجلة مآثره الأخلاقية ومواقفه التي استمدت قوتها من الكتاب والسنة ومخافة الله وحب الوطن. وهاهي اليوم دارة الملك عبدالعزيز تسطع جلية وهي تحتفل بمعرضها والذي يحكي قصة ومسيرة ( شاهد.. وشهيد).. وشرف كبير للأجيال التي لم تر ذلك الملك في حياته أن يستلهموا ما سيقدم من صور وحقائق عن( سيف الحق) الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله ليعلموا أن هذه البلاد وملوكها أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - هم من الشعب والشعب منهم فبقدر ما اشتغلوا بالقضايا المصيرية بحياة الأمة الإسلامية والعربية بقدر ما إهتموا بقضايا مواطنيهم على هذه الأرض الكريمة أرض العطاء والنخوة والعزوة (المملكة العربية السعودية). ففيصل الحق بقدر ما شغلته قضية فلسطين والوحدة العربية فقد كان شغله الشاغل تمكين المواطن والمقيم من العيش بشرف ورخاء وأمن وأمان فكان له ذلك وامتد حتى العهد الزاهي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله في عمره..فقد كان المهندس والمخطط للخطط الخمسية للنهوض بشتى مناحي الحياة حتى يومنا هذا وما إخوته الذي أتوا من بعد إلا جزء لا يتجزأ منه فأضافوا وعدلوا بما يتماشى ومقتضيات العصر مراعينً كل كبيرة. وصغيرة . إن الإنجازات التي سطعت في عهده ( رحمه الله) لا يمكن أن نحصرها في هذا المقال أو ذلك البحث لأنها اكبر من أن تكتب إلا في سجلات يعجز التاريخ عن تحملها..فكيف بالذاكرة البشرية التي شابها ما شابها من عوامل التعرية فسيف الحق .. الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله تاريخ بكامله يدرس ويعلم ومدرسة خرجت العديد من الساسة وصانعي القرار حتى أصبحت الدنيا من قاصيها لدانيها تعلم جيداً من هو فيصل بن عبدالعزيز . من الأمور الجميلة التي أتذكرها أنني كنت انتظر كل موسم حج لأحظى باللقاء الذي كان يقيمه لكبار حجاج بيت الله الحرام .. وكانت تلقى فيه القصائد من الشاعر والأديب المكي (إبراهيم الغزاوي) رحمه الله .. والأديب الكبير السفير (عمر أبو ريشه) رحمه .. وهنا تحضرني أبيات من الشعر صاغها الشاعر عمر أبو ريشه وألقاها في أحد المحافل السابق ذكرها وأمام جلالته رحمه الله في مكةالمكرمة. وهي ( يابن عبدالعزيز وانتفض العز وأصغى وقال من ناداني قلت ذاك الشهيد في القدس في سيناء في الضفتين في الجولاني ) رحم الله شهيد الإسلام والمسلمين وأطال الله في عمر إخوته أجمعين .