تأبى أريحية ابن المدينةالمنورة البار على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم معالي وزير الثقافة والاعلام السابق الأستاذ اياد أمين مدني ..الكاتب القدير والصحافي اللامع والاعلامي الناجح ..تأبى اصالته ومحتده إلا أن يتواصل مع زملائه واصدقائه ومحبيه - وما أكثرهم- لم تغيره المناصب والمواقع التي تقلدها ومارس المسؤوليات من خلالها..ولا غرابة فالشيء من معدنه لا يستغرب ..فوالده السيد أمين مدني رحمه الله من وجهاء وأعيان المدينةالمنورة وأحد رواد الحركة الفكرية والبحث التأريخي في المملكة ومؤلفاته في هذا المجال أكثر من أن تحصى وتزدان بها المكتبة العربية وتعتبر مرجعاً هاماً لرواد التاريخ القديم والمعاصر. | وأسرة آل مدني من الأسر المشهورة في المدينةالمنورة علماً وأدباً وتأريخاً وشعراً ..وعندما أتحدث عنها.. انما أتحدث عن مكانتها وما تحتله في نفوس أهالي المدينة من محبة وعلم وتقوى وكرم وتواضع وسيرة ..وكثيراً ما كنت التقى برمزيها السيدين أمين مدني وأخيه عبيد مدني - رحمهما الله - في لقاءات متفرقة لدى الأديب الراحل الشيخ عبدالقدوس الانصاري رحمه الله بمكتب مجلة المنهل بجدة وبداره العامرة وكانا من كتاب مجلة المنهل وممن يشار إلى مشاركاتهما الشعرية والنثرية بالتميز والريادة. | وتخليدا لذكرى والده السيد أمين مدني كرائد من رواد التاريخ في العصر الحديث أنشأ جائزة باسمه في المدينةالمنورة في مجال تخصصه يدعو إليها رواد الثقافة والأدب والتاريخ على مستوى المملكة والوطن العربي ، وكان لكاتب هذه السطور شرف حضورها ضمن المدعوين إليها. | كانت هذه لمحة وجيزة عن هذه الأسر الكريمة اقتضاها واقع الحديث عن الاهداء الذي شرفني به معاليه قبل أيام كغيري من محبيه ويتمثل في كتابه الجديد (سن ..زرافة) والذي يقع في (370) صفحة من القطع المتوسط في طباعة أنيقة واخراج يليق به .وقد سعدت برحلة شائقة عبر موضوعاته التي كانت بالنسبة لي غاية في المتعة والافادة ..فالكاتب صاحب رؤية ثاقبة وتجربة رائدة وثقافة عالية ووجهات نظر صائبة وتحليلات دقيقة.. وهي وان كانت موضوعات سبق نشرها فإنها تلامس حياة الناس وظروفهم الحالية والمستقبلية وتناقش قضاياهم المصيرية وتعالج همومهم الاجتماعية باخلاص واهتمام. | إن كتاب (سن ..زرافة) قد احتوى على موضوعات جديرة بالقراءة والاقتناء وقد وفق المؤلف في جمعها وترتيبها وحسن اختيارها..وصلاحيتها لكل زمان ومكان ..وبالله التوفيق.