تواصل سماع دوي الأسلحة الرشاشة والانفجارات بعيد منتصف الليلة قبل الماضية بشكل متقطع في بيروت عقب اشتباكات دامية بين أنصار المعارضة والموالاة أوقعت عددا من القتلى والجرحى تضاربت الأنباء بشأن عددهم، فيما تواصل التصعيد السياسي برفض المعارضة ممثلة بحزب الله وحركة أمل مبادرة عرضها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري لحل الأزمة. ونقل مصدر مطلع عن مصادر طبية لبنانية مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 15 آخرين بالمواجهات المسلحة، في حين نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية في العاصمة سقوط عشرة قتلى وعشرين جريحا في الاشتباكات. أما وكالة الصحافة الفرنسية فذكرت أن المواجهات العنيفة أسفرت عن سقوط سبعة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى. وشملت اشتباكات الليلة الماضية منطقة كورنيش المزرعة ومار إلياس ورأس النبع والبسطة والنويري وعين التينة، واستخدمت فيها بشكل مكثف الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وأفادت مراسلة الجزيرة في بيروت أن الجيش بدأ في سحب آلياته من بعض المناطق التي تمركز فيها منذ صباح أمس الخميس. وقد اتهم مصدر في تيار المستقبل منتصف الليلة الماضية عناصر مسلحة في حزب الله باقتحام مراكز تابعة له تعنى بالعمل الاجتماعي في عدد من أحياء بيروت، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه، طالبا عدم ذكر اسمه. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية أن مقاتلين من حزب الله اجتاحوا على الأقل خمسة مكاتب تابعة لتيار المستقبل، كما أضرمت النيران في العديد من السيارات والمحال، وفرّ عشرات المدنيين المذعورين من مناطق المواجهات. من جهته يبث تلفزيون المنار التابع لحزب الله أخبارا متتابعة حول “فرار عناصر مليشيا تيار المستقبل” من مراكز تابعة له في أحياء عدة من غرب بيروت. واندلعت الاشتباكات المسلحة بعد دقائق من مؤتمر صحفي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هدد فيه بقطع اليد التي ستمتد إلى سلاح حزبه والمقاومة، وأعقب ذلك كلمة لزعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري عرض فيها مبادرة من عدة نقاط لحل الأزمة. وقد قوبلت هذه المبادرة على الفور بالرفض من قبل المعارضة، ونقلت قناة المنار عن مصدر بالمعارضة رفضه جملة وتفصيلا “أي أفكار لإنهاء الصراع بخلاف تلك التي اقترحها الأمين العام لحزب الله في وقت سابق”. وكان الحريري طرح مبادرة لحل الأزمة تتضمن وضع قراري الحكومة بخصوص شبكة اتصالات حزب الله في عهدة الجيش اللبناني، وإنهاء جميع المظاهر المسلحة في بيروت، وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، والانتقال إلى حوار وطني يترأسه سليمان. ووصف زعيم تيار المستقبل ما يجري في شوارع العاصمة بأنه ليس ضربا من الجنون “بل هو الفتنة بعينها” مطالبا بفك الحصار عن بيروت. وردا على اتهامات نصر الله للحكومة، قال الحريري إن قرار الحكومة بقطع شبكة اتصالات الحزب لم يكن بإملاءات أميركية “بل لحماية الدولة” موضحا أن أمن المطار سلم لضابط لبناني “وليس للمخابرات الأميركية”. وكان نصر الله عقد مؤتمرا صحفيا عصر الخميس أكد خلاله أن الحل للاحتقان الحالي يتمثل في نقطتين “إلغاء قرارات الحكومة الأخيرة بشأن شبكة اتصالات حزب الله والاستجابة لدعوة الحوار الوطني التي وجهها رئيس البرلمان نبيه بري”. ورغم نبرة التهديد والتحذير التي أطلقها خلال مؤتمره الصحفي، سعى نصر الله إلى الطمأنة أنّ حزبه لا يسعى إلى انقلاب على السلطة، إلا أنه يملك الحقّ في الدفاع عن نفسه. وهدد أمين حزب الله بقطع اليد التي ستمتد إلى سلاحه، معتبرا أن قرارات الحكومة “إعلان حرب”. من جانبه اعتبر النائب بالأكثرية إلياس عطا الله أن نصر الله وضع معادلة جديدة هي “إما استسلام الحكومة أو استلام السلطة بالقوة”. أما زعيم التيار الوطني الحر وأحد أقطاب المعارضة ميشال عون فحمل الحكومة كامل المسؤولية عما يحصل بسبب القرارات “المتسرعة” التي اتخذتها خلال اجتماعها