الإبداع كل الخليقة تنبهر وتعتز به . فأنت مبدع تعني لك انك أديت أو أنجزت أو قمت بمجهود خارق قدمت فيه شيئاً جديداً ومفيداً جعل من حولك يشيرون اليك بالثناء والاحترام والإعجاب . لا اعتقد في البشر أن البعض منهم مبدعون والآخرون ليس لديهم ملكه أو يحبون أن يكونوا مبدعين لان في داخلهم الحس والشعور والمكونات الدالة عليه فهم خلقوا بقدرة إله الكون بديع السماوات والأرض خالق كل شيء ومتقن صنعه ووهبه ومنحه الإنسانية المرهفة المميزة له والفكر عليه أن يستفيد منه ويسخره ليسعده ويفرح غيره . يضيف شيئاً ويأتي بقدرات تنبعث من حاجته لإضفاء ما هو نابع من مثابرة واخلاص ونفس إنسانيه نبيلة تسكن داخل أعماقه تستأثره ويدرك انه موجود وقريب جدا ومع كل من حوله من البشر هو وجد لكي لا يقف عند حد أو اتجاه واحد وجب عليه أن يتخطى وباستمرار العقبات والمعوقات التى تثنيه ليصل إلى ابعد وأفضل ما يمكن الوصول إليه إذا استطاع أن يسخر إمكاناته ليتغير ويغير ويبدل الامور ويطورها ينطلق ويخترع ويتعرف ويثبت علوماً ومعارف لم تكن من قبل . على كل فرد ناضج وواعٍ أن يطلق العنان الى خياله ومداركه ويتبصر في الكون ويفكر ويتمنى ويحلم فالفكر والتمني والحلم هي التى تنتج المبدعين وترسخ مكانتهم في عقول وقلوب المعجبون . فالنفوس البشرية تهتم دائما بتحقيق ما يجول بعقولها من خواطر تسطرها ثم تصوغها وتحولها الى اعمال تنفيذيه تسعد بها فهي تعشق القديم وتصر على بقائه وتتوق لتجديده وأضافة لمسات من الجمال اللائق به تحافظ على قديمها وأصالته وعراقته فبدل من ان تتوارى في متاهات الزمن وتبلى وتندثر جعلته بما ألهم الله به عليها يتزين بالطوق المناسب والملائم له فغدا مساير للعصر ومتطلباته فيه عبق الآباء والأجداد وابداعات الابناء المحبين له . لنستدرك من الزمن الفرص ولنقدم ما هو موجود بأذهاننا من فنون إبداعيه ولاسيما المهنية منها والحرفية التي تشيدها الأنامل وتصوغها بكل ما يتوفر حولها من امكانيات لتخلدها وتجعل لها انجازاتها وأعمالها التى تخصها . فالحياة لا تحب الركود تهوى التحدي وتمل الرتابة لتضيف لها رغبة الانسان ليكون شامخا يثبت لنفسه أنه أفضل مخلوقات الله وبأرادته سبحانه هو باقٍ مبدع ومجدد ومواصل برسالته التى كان من أجلها (عمارةالكون الذي يعيش فيه ).