كلمة ذات معنى لا يختلف عليها اثنان ويؤكدان ان كل حرف فيها يدل على مكانه وموقعه في قلوبنا فحرف (الصاد) يؤول الى الصدق وهي صفة للحبيب صلى الله عليه وسلم والصادق في رسالته التي أمره ربه رب العزة والجلال ليبلغها لعباده وينشرها عليه الصلاة والسلام هو الصدوق في قوله ووعده لأمته لا يقول الا صدقاً وعرف بالصادق المصدق، وحرف (الدال) يرمز الى دم وهو ما يجري في داخل شراييننا بقدرة الخالق يحيينا وكل نقطة منه عزيزة وغالية على نفس صاحبها يفديها ولا يسمح لأي من كان ان يسفكها. وحرف (الياء) هي اليد الواحدة لا تعمل الا اذا تشابكت واتحدت مع اليد الاخرى تآزرت وتعاضدت فكانت قوية وسخرت لعون صاحبها وكانت لطاعة ربها تنفذ أوامره وتتجنب نواهيه انها يد الانسان المؤمن التي لا تخاف ولا تخشى في الحق والفضيلة الا الله ومهما عملت او جادت هدفها ابتغاء وجه ربها الكريم ترجوه الثواب والجزاء وحرف (القاف) تعني قريب وهو الذي يجاورك ويدنو منك ولا يفارقك او يبعد عنك لك مجيب ومطيع وهي من صفات المولى عز وجل قريب من عباده مجيب لدعواهم ونجواهم يلبي لهم ويعطيهم ما سألوه وكل ما قصدوه يغدقهم بنعمه التي لا تعد ولا تحصى ان استغاثوه أغاثهم وان مرضوا شفاهم وعافاهم وان عصوا واعترفوا بذنوبهم وتابوا اليه ورجوه المغفرة والرحمة بعفوه وحنانه وجوده وفضله وحبه لعباده التائبين عفا عنهم وغفر لهم. صديقي / صديقي.. رجال أو نساء نتمنى ونحلم ان يكون لكل منا صديق صادق ومآزر وقريب والداعم له يشاطره ويشاركه افراحه ويواسيه ويخفف عنه أحزانه وعسرته، يؤيده ويعينه في تحقيق رغبته ومبتغاه ان كان على حق يصدقه القول والفعل وينهاه بل يجنبه ويخاف عليه ان يقع في المنكرات او الزلات بقصد او بدون لأنه صديقه يرى نفسه التي يحب ان يكون عليها فيه، لا نقول لم يعد لوجود الاصدقاء في عالمنا المادي وجود أو مكانة لا بل نحن في حاجة للأوفياء والمخلصين من البشر علينا ان نتأكد من انفسنا اولا بأننا اوفياء لأنفسنا ثم لغيرنا ممن يعيشون بيننا وحولنا نبحث عنهم نودهم ونقربهم فبحمد الله نحن مؤمنون ومسلمون وبامره سبحانه وتعالى جعلنا خير أمة بمقدورنا ان نجد الصديق الوفي وليكون يقيننا باننا أوفياء ومخلصون ومن حولنا أكثر منا وفاء واخلاصاً وحاجة لصداقتنا واجدر بها فقديما قيل (اذا صفا لك في زمانك واحد.. فهو المراد وعش بذاك الواحد) فلو تحقق لك هذا الصفاء والوجود من أي شخص عرفته وأياً كان اجعله صديقك الذي تنشده.