كالعادة وفي كل مرة يزور فيها مسؤول أمريكي أو أوروبي أو دولي كبير تبادر اسرائيل الى احداث فرقعة إعلامية أو الاعلان عن خطوة تراها مهمة من جانبها ولكنها في الواقع انها تريد من خلالها إلهاء ذلك المسؤول عن الضغط المباشر عليها من أجل تسريع عملية السلام في المنطقة والمتوقفة بسبب الممارسات الاسرائيلية نفسها. فأمس الأول استبق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل الذي وصل المنطقة أمس بعرض اقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة مع اصراره في الوقت نفسه على بناء المزيد من المستوطنات اليهودية ولكن ماذا يعني هذا العرض الفاتر؟ وهل هو مقنع للمبعوث الامريكي من اجل العمل على اعادة الفلسطينيين الى طاولة التفاوض؟ وهل الفلسطينيون يرفضون فعلاً التفاوض ام يريدون خطوات تدل على حسن النوايا من اسرائيل؟ ولاشك أن اول هذه النوايا او الخطوات العملية التي تدفع نحو التفاوض هي وقف سياسة الاستيطان والتوسع فيه.. وارتباط العودة للتفاوض بوقف الاستيطان، موقف فلسطيني مبدئي لا تراجع عنه.. وعلى المبعوث ميتشيل وهو الآن في المنطقة ان يوجد معادلة لتحريك عملية السلام وهي معادلة لابد وان تمر عبر الضغط على اسرائيل لوقف تجاوازاتها الحالية والاستجابة لمستحقات السلام.