تهدد الانقسامات المواكبة للانتخابات التمهيدية التي تسبق انتخابات مجلس الشيوخ وحكام الولايات في نوفمبر القادم بالولاياتالمتحدة، حظوظ الحزب الجمهوري في الفوز، رغم أن رياح الانتخابات التمهيدية لا تجري بما تشتهي سفن الديمقراطيين أيضا. وقال تحليل نشرته وكالة أسوشيتد برس إن الحزب الجمهوري يواجه بالفعل انخفاضا في عضويته وتراجعا في جغرافيته منذ تحوله نحو أقصى اليمين.، وذلك على مدى العقود القليلة الماضية. وقالت إنه لا شيء يجسد انقسام الحزب الجمهوري أكثر من سباق فلوريدا بين حاكم فلوريدا الجمهوري تشارلي كريست الذي لا يمكنه الفوز في انتخابات حزبه التمهيدية، ورئيس مجلس النواب السابق ماركو روبيو من ولاية فلوريدا الذي يتبناه المحافظون. وأبدى التحليل خشيته من أن تمتد تداعيات النزاع الداخلي داخل الحزب الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية عام 2012. ونبه التحليل إلى أن المحافظين المدعومين من الناشطين في حركة “حزب الشاي” يتحدون المرشحين المعتدلين الذين تفضلهم مؤسسة الحزب بواشنطن في مناطق كثيرة من البلاد. وحركة “حزب الشاي” تستعير اسمها من حادثة الشاي التاريخية في بوسطن، وهي مكونة من مجموعات من المحافظين وأصحاب الأفكار المتحررة التي ترى أن الحكومة صارت أكبر من حجمها، وأن ذلك على حساب الحريات الفردية. وكانت خلافات الجمهوريين المعتدلين والمحافظين عنيفة لفترة طويلة، وقبل ظهور حركة “حزب الشاي” بوقت طويل، حتى إن السيناتور المعتدل آرلين سبكتر انسحب من الحزب الجمهوري. وقال سبكتر عندما تحول إلى الحزب الديمقراطي إنه وجد نفسه على خلاف متزايد مع فلسفة الحزب الجمهوري، وأكثر انسجاما مع فلسفة الحزب الديمقراطي، ولكن الديمقراطي جو سيستاك يعارض فوزه بترشيح الحزب للانتخابات التمهيدية يوم 18 مايوالمقبل. وقد أثار السباق داخل الحزب الجمهوري في مختلف مناطق الولاياتالمتحدة الأميركية مسألة مهمة، وهي: هل للمرشحين المعتدلين مستقبل في حزب يفرض النقاء الأيدولوجي؟ وهل بإمكان الجمهوريين جذب الناخبين المعتدلين؟ ومثل الجمهوريين بدأ الديمقراطيون حملة سيئة في انتخاباتهم التمهيدية لمجلس الشيوخ في مناطق عديدة، شهدت بعض الانقسامات على خلفية التصويت للتأمين الصحي. والسؤال المطروح الآن هو: هل سيبقى هؤلاء الناخبون المستقلون -الذين هم بالفعل أكثر ابتعادا عن السياسة- في منازلهم أيام التصويت، أم أنهم سيتحولون إلى المرشحين المستقلين، مما يجعل الحزبين أقل أهمية؟.