لا عجب أن يمتدح الإنسان من أحسن إليه أو قدم له معروفاً في حياته، ولا عجب أيضاً أن يذم الإنسان من أساء إليه أو أخطأ في حقه يوماً ما ، لكن العجب في من يقدم شكره وتقديره لمن أساء إليه سواء أكان يشعر بذلك أم لا يشعر ، وكل العجب في أن من يفعل ذلك هم من عقلاء الرجال وأهل الفضل والمكانة. كيف للإنسان يمتدح إنساناً آخر دمر مستقبله وضيع حياته بسيجارة قدمها له ودعم مسيرته فيها حتى تلفت كبده ، ونجده يمتدحه ويقول أنعم وأكرم بهذا الصاحب ،أي صديق ساهم في تلف كبدك وتدهور صحتك. كيف للإنسان أن يمتدح برنامجا سرق أمواله عبر التصويت ودمر اقتصاده الشخصي وجعله مفلساً أو قريباً من الإفلاس ، ومع هذا تجده يقول خدموا الشعر والموروث وقدموا لنا جيلاً متميزاً من الشعراء ، وما علم أن أموالنا هي التي فعلت كل ذلك، بل وبعضها لم ينظر إليه من كثرة المال الذي جاءهم. وإنني أدعو الإنسان إلى أن يحكم عقله فيما يفعل ، وأن يعرف من يمدح ومن يذم ، ويعرف حقيقة من أحسنوا إليه وحقيقة من أساءوا إليه ، وعلينا أن نعرف الصديق من العدو، فنقترب من هذا ونبتعد من ذاك. وعلينا جميعاً أن نفرق بين الحق والباطل فإن لم نفرق فإننا مع الأيام سنجعل الحق باطلاً والباطل حقاً وفقاً لما نهواه ونريده ونشتهيه ، فقد رأينا شيئاً من ذلك. والله ولي التوفيق،،،