القرار الذي أصدرته المفوضية المستقلة للانتخابات بالعراق أمس باعادة فرز الأصوات في العاصمة بغداد يمثل استجابة للضغوط التي مارسها ويمارسها المالكي من أجل سحب البساط من قائمة العراقية التي يتزعمها المالكي والتي تعتبر القائمة الحاصلة على أكبر الأصوات ومن حقها دستورياً أن تشكل الحكومة القادمة. وإذا ما توصل الفرز اليدوي الذي يتم يدوياً إلى اسقاط الفوز عن مرشحين فقط من قائمة علاوي أو عن مرشح واحد فقط تكون القائمة قد فقدت الأغلبية ..وهذا اجراء لن يمر مرور الكرام من قائمة العراقية التي هددت منذ الآن من الانسحاب من البرلمان إذا ما أخذ تشكيل الحكومة القادمة منحى طائفياً بل إن طارق الهاشمي القيادي في القائمة العراقية قال بالحرف إن اجهاض محاولات فوز قائمته بالانتخابات هو خروج عن الدستور وتعطيل للعملية السياسية وخروج عن قواعد اللعبة الديموقراطية. وفي المقابل يسعى المالكي إلى تعزيز صورته التي اهتزت بانفجارات عنيفة في بغداد من خلال الاعلان عن انجاز أمني يتمثل في مقتل ما يسمى بزعيم دولة العراق الاسلامية وزعيم اخر لتنظيم القاعدة هو أبو أيوب المصري في عملية استخباراتية في منطقة الثرثار في محافظة صلاح الدين شمال بغداد ومهما يكن فإن تغيير النتيجة الحالية لن يؤدي إلى الاستقرار بل ربما يولد عنفاً جديداً وعلى نطاق أوسع.