نقرأ بين الحين والآخر عبر الصحف المحلية خبر تكريم مبدعين من شبابنا قدموا إختراعات وأفكاراً مذهلة للبلد بعضها لم يسبقهم إليها احد من قبل ، وبعضها تطوير لما هو قائم .. وتقديراً لهذه الإبداعات الفريدة حصلوا على تكريم جهاتهم أو جهات أخرى معنية بمثل هذه الأمور ، ونشرت الصحف المحلية تلك الإبداعات مع شرح موجز وصور المبدعين وهدايا التكريم قرأها من قرأ، ولم يعلم عنها معظم الشباب بالمدارس والمعاهد والكليات والجامعات وهذا أمر يحتاج منا إلى طرح نشرها وتوصيلها لكافة النشء أينما كانوا حتى يتعلموا ونعزز فيهم هذا العمل ونوقظ هممهم ونستنهض عقولهم بأن يحدوا مثل هؤلاء الشباب الذين صرفوا أوقات فراغهم فيما يعود لهم ولأسرهم بالفخروالإعتزاز، ولم يستسلموا لقتل أوقات فراغهم فيما لا ينفع .. ومع هذا كانوا يستقطعون شيئا من ذلك الوقت للتسلية والمرح المباح والنافع. لدي أبناء إخوة وأخوات سألتهم عن عدد من نشر عنهم .. هل سمعتم بهذا الشاب الذي إخترع كذا وكذا وكرم تكريما يليق به ، وهل سمعتم عن ذاك الشاب الذي طور الجهاز الخاص بكذا وكذا ونال التكريم من الجهات المعنية بذلك ونشرت صورهم وهم بجانب إختراعاتهم متسلمين جوائز تكريمهم .. فتأتي الإجابة للأسف: بلا لم نسمع. وهنا أود أن يشاركني ولي الأمر إن كان رجلا أوإمرأة بفكرة إيصال مثل هذه الأمور والإبداعات الشبابية لأبنائهم ويحثونهم على أن يحذوا حذوهم ويصبحوا مثلهم والفكرة بسيطة تتلخص في الآتي: أنت أيها الأب عندما تقرأ في صحيفة أو مجلة مثل هذه الأخبار هل من الصعب أن تقص الخبر من الجريدة وتلصقه على ورقة بيضاء وتضعها في مغلفات وتقدمها لإبنك ليراها ويحتفظ بها وتقوم بهذا الأمر كل ما تقع عيناك على مثل هكذا خبر.. هل هذا صعب ..؟ لا أعتقد أنه صعب طالما أن الوسيلة الإعلامية المنشور بها هذا أو ذلك الإبداع قد وقعت بين يديك.. من جانب آخر أو من الجهات أن تتبنى جمع كل ما قد تم نشره خلال السنوات السابقة وتضعه في كتيب بتصميم سهل وجميل تدون فيه ببساطة اسم الإختراع أو الإضافة أو التطوير وبجانبه صورة شخصية لصاحبه الشاب أو الشابة ، وقصاصة من الصحيفة التي نشرت الخبر.. وتقوم بتوزيعه على كافة المدارس والكليات والجامعات النظرية وغير النظرية وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والمؤسسة العامة للتعليم المهني أو المؤسسات المسؤولة عن كليات التقنية بالمملكة.. أو ينبري لها أكثر من رجل أعمال وهم كثر في بلادنا والحمد لله وقادرون على ذلك.. ويكلف جهة متخصصة تقوم بجمع ما نشر بالصحف . وتصميم بشكل بسيط ولائق ، ويطبع بكميات كبيرة توزع مع توزيع الكتب المدرسية أو توزع على دور العلم بطريقة أو بأخرى. هل تنفيذ هذا الإقتراح صعب؟ لا أعتقد ، ولا أعتقد أنه مكلف خاصة وأن هدفه رائع ونبيل يزيد من ثقة الشباب بأنفسهم ويكون لهم حافزاً للتفكير فيما يفيد البلد ويوسع مداركهم العقلية والفكرية ويشعر المتكاسلين أن الأمر ليس صعباً ولكنه فقط يحتاج لهمة وعزيمة وإيمان بقدرات هى في الواقع مكبوتة أو في سبات عميق تريد من يخرجها لهم ويوقظها من سباتها ، ويساعدهم على رؤية ما لديهم من إمكانيات فكرية للآخرين وبذلك نحفظ لهم كيفية الإستفادة من الوقت فيما يعود لهم بالنفع.. ونبعدهم عن تمضية الوقت فيما لا يعود عليهم ولا على أسرهم إلا بالحسرة والندامة..أتمنى صادقاً من كل قلبي أن نفكر فعليا في استنهاض كوامن قدرات شبابنا وشاباتنا وتشجيعهم على إخراج ما لديهم من طاقات فقط يحتاج منا الموضوع إلى المساندة والمؤازرة.