لا اعتقد أن أحدا لم يستمع لحديث الملك لكلمته الضافية الشاملة التي طرز بها جنبات مجلس الشورى ، حيث أوضح سدد الله خطاه بجلاء ومصداقية عالية الشفافية والآمال الكبيرة والطموحات العريضة والتطلعات المرسومة والمستهدفة.. كانت الكلمة التاريخية مزيجاً من الصدق والأمانة ومخافة الله وإحقاق الحق ,ومعرفة مكانة وحب الوطن والمواطنين في جوف القائد ( عبدالله بن عبدالعزيز) فالمستمع لها يتخيلها كغرسة غرست في أرضية مجلس الشورى ويأتي الملك بين فترة وأخرى ليغذيها بأحرف الإخلاص ، وأمانة الحاكم الذي يعلم محاسبة الخالق له.. فقد أوجز رعاه الله وحماه وأطال في عمره (أمام ساعده الأيمن سلطان الخير والنائب الثاني نايف العز) وبقية أعضاء مجلس الشورى الكثير من الأمور والقضايا الداخلية والإقليمية والعربية والدولية.. وأوضح أن النهج المعتدل هو سمة هذه الدولة ومنهجها ، ومعالجة الأمور داخلية كانت أم إقليمية أم خارجية يجب أن يتوج وينبع من حكمة وروية بعيداً عن أي نعرات ، كما بين يرعاه الله أن دعم الدولة للتعليم العالي والتقني ذلك الدعم اللامحدود مكن عدداً من جامعات المملكة المنتشرة هنا وهناك من الصعود إلى أعلى المراتب العلمية دولياًَ وأصبحت المملكة وجهة لأنظار العالم في هذا الشأن ، كما أن سياسة المملكة الملزم والذي لا خيار عنه هو الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية وحفظ حقوقها والمساهمة في تأكيد وحدة الأمة والرفع من شأنها ، وشدد أيده الله أن من يملك الكلمة لابد أن يعي أنها قد تكون معول هدم إذا سخرت كأداة لتصفية الحسابات والغمز واللمز وجاء في كلمته حفظه الله أن المملكة ستواصل نهجها المعتدل في المحافظة على الثروة البترولية واستغلالها لمصلحة الأجيال القادمة.. وحملت كلمته يرعاه الله.. الكثير من المعايير والعديد من خرائط الطرق التي إن مشينا عليها بصدق وأمانة ومخافة من الله تحقق لنا الفوز والرفعة والوصول لما نريد.. ومن زاوية اخرى هاهو ملك الإنسانية وبكل معاني الإنسانية يطلب من الجميع تقوى الله ، وان تتفق الأقوال مع الأعمال ، وأن يعمل الجميع يداً واحدة واعية مدركة لثقل الأمانة ، ولم يخفِ الملك الإنسان ما لأطماع الأعداء والعابثين من مآرب في بلادنا وطالب أن يكون الجميع متيقظين بلا غفلة ،وأكد أيده الله ورعاه في كلمته الاعتزاز بالأمن ورجاله.. كما أشجى مسامع جميع أعضاء مجلس الشورى حين قال: سيظل مجلسكم إن شاء الله محل ثقة القيادة وتقدير الحكومة والمواطن ، فالشورى منهج رباني والمملكة حريصة منذ توحيدها على منهج الشورى. إن كلمة الوالد الراعي الرائد القائد رعاه الله أعتبرها أنا شخصياً (بانوراما ) واضحة صريحة شفافة فيها الصدق بأسمى معانيه وفيها الحب بأبعاده الكبيرة الواسعة وفيها الحرص الشديد منه أيده الله على كل كبيرة وصغيرة ، وفيها المسئولية الكاملة بكل معانيها فكانت وقفة تجلٍ ومصداقية مع النفس ومع الآخرين أوضحت أن هذا الرجل (عبدالله بن عبدالعزيز) جبل على الصدق والصراحة ومخافة الرب سبحانه وتعالى..فلنعمل معاً مسئولين ومواطنين على تفعيل العديد من نقاطها مراعين حب الله والخوف منه ، وأمانة الأمانة ، والحرص التام على أدائها مهما كانت النتائج.. إنها وقفة صدق من ملك استودع فيه ربه حب الوطن والمواطن والرحمة مع الهيبة والعدل مع الإنصاف.. ملك عندما تقترب منه تلاحظ سريعاً أن عينيه تنطق قبل شفتيه بمخافة الله.. رعاك الله أبا متعب أينما وجهت وجهك.. وحفظك للوطن وللعرب وللإسلام منارة يهتدى بها إذا أحتد الأمر وتاهت الدروب.