سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
(الدارة) تترجم تقرير ديكسون عن دبلوماسية الملك عبدالعزيز في احتواء أزمة الغذاء أثناء الحرب العالمية الثانية فرّق بالأدلة التاريخية بين الأحابيش والأحباش
ضم العديد الجديد لمجلة الدارة الذي صدر مؤخراً في الأسواق ترجمة قام بها معالي رئيس تحريرالمجلة الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز لصالح المجلة لتقرير ديكسون H.R.P.Dickson المقيم البريطاني في الكويت والذي كتبه عام 1945م بتكليف من قسم الأغذية بمركز الشرق الأوسط للتموين بالقاهرة تحدث فيه عن الأوضاع الغذائية المتردية في وسط المملكة العربية السعودية وشمال شرقها إبان الحرب العالمية الثانية وما آلت إليه من السوء نتيجة انقطاع خطوط التموين بفعل الحرب، وحالة الجفاف العامة بسبب عدم سقوط الأمطار لسنتين متتاليتين، وما أدى إليه ذلك من ارتفاع أسعار المواد الغذائية المهمة (أرز سكر شاي سمن شعير تمر) حتى أن (التمور التي كانت أسعارها 3 ريالات للمن الواحد وحدة وزن في عام 1941م أصبحت في الحفر اليوم 19 ريالاً) والملبوسات، وتطرق التقرير في 18 نقطة إلى وصف بالأرقام لتلك الأوضاع السيئة في تلك المناطق ، كما كشف دبلوماسية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في احتواء الأزمة من خلال حزمة من القرارات الإدارية وإنشاء مضافات مجانية تقدم الأكل المطبوخ للرجال والنساء لتجنيبهم موجة المجاعة ومساندتهم في الأزمة، وتوفير الإمدادات للمحتاجين في مناطق المملكة للحاضرة والبادية . بينما تصدر بحث عن كتاب (الإفصاح) لمؤلفه الوزير العراقي عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة الشيباني ( 526ه /560ه 1132م/1165م) العدد الجديد من مجلة (الدارة) فقدم الباحث الأستاذ عبدالله بن بسام التميمي دراسة تعريفية بمخطوطة الكتاب التي نسخت عام ( 882ه /1478م) لكونها من أقدم المخطوطات النجدية المعروفة، وعني فيه المؤلف بن هبيرة في كتابه بشرح صحيحي البخاري ومسلم كما تكلم فيه عن مسائل الائتلاف والاختلاف في المذاهب الأربعة، وألفه بن هبيرة إبان توليه الوزارة في عهد الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله سنة 544ه /1149م ، وأشار الباحث التميمي إلى أن الكتاب حظي باهتمام علماء الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية لما تميز به من اهتمام بشأن فقهي العبادات والمعاملات. واستطرد الباحث إلى أهمية هذا الكتاب في عصره وما تلاه من دراسات عليه ، وأسباب تلقف علماء نجد له إما بالنسخ أو التملك أو النقل منه ، وتنقلات تلك المخطوطة محل درسه حتى آلت إلى دارة الملك عبدالعزيز، كما قدم وصفاً علمياً دقيقاً للمخطوطة من حيث تكوينها اللغوي والشكلي والدلالات التاريخية لذلك، كما ألقى الضوء على خاتمة ناسخ المخطوطة منيف بن إسماعيل بن عبدالله بن مسند بن عمر بن بسام وكشف من خلالها دلالات معرفية تتعلق بأوضاع الكتاب في عصره ومنها قول الناسخ في ختام المخطوطة: (يلعن الله كاسبه ، أو سارقه، أو مهينة لما لا يليق به)، ومدّ الباحث التميمي الحديث إلى الحركة العلمية المزدهرة في أوشيقر زمن نسخ المخطوطة. وفي البحث الثاني من البحوث الخمسة التي شملها العدد درس الأستاذ الدكتور على حسن أحمد حسن شعيب من وزارة الأوقاف المصرية الأصل التاريخي لجماعة (الأحابيش) التي وجدت قبل الإسلام وبعده في مكةالمكرمة ، وطرح في هذا الصدد مجموعة من الأسئلة حول هذه الجماعة ومنها: هل كان الأحابيش عرباً أم عجماً ؟ وهل كانوا أحراراً أم عبيداً؟ وهل كانت علاقتهم مع قبيلة قريش ندية أم تبعية ؟ وموقفهم من الإسلام منذ بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم وحتى فتح مكة ، وذلك بتفحص الآراء المختلفة للعلماء العرب والمستشرقين حول هذه الفئة الاجتماعية، وتمحيص بعض الآراء حول أصولهم الجغرافية مستنتجاً أنهم بطن من بطون قريش وليس كما اعتقد بعض الباحثين بأنهم من الحبشة مستدلاً على ذلك بعدد من الأدلة ومنها مصاهرتهم لقبيلة قريش العريقة ، وإنما سمّوا بالأحابيش لاجتماعهم تحت جبل حبيش أو بوادٍ يقال له الأحبش وكلا الموقعين بمكة وتعاهدهم في الاجتماع على التعاضد ضد من يعاديهم ، وقيل حسب الباحث سمّوا بذلك لاجتماعهم فالتجمع في لغة العرب هوالتحبيش ، وفي ثنايا البحث فرّق الدكتور على شعيب في هذا الإطار بين الأحابيش والأحباش الذي يعود أصلهم إلى الحبشة مؤكداً أن الأحابيش قبيلة عربية عريقة منهم من دخل الإسلام بعد ظهوره ومنهم من قاوم الدين الجديد وشارك أعداءه في معاركهم ضد المسلمين مثلهم في ذلك مثل قبيلة قريش، وكانت سياسة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيال هذه القبيلة تتراوح بين الحسنى والقوة في دعوته لهم عليه أفضل الصلاة والسلام إلى الإسلام . وفي البحث الثالث تتبع الأستاذ الدكتور خالد بن حمود السعدون من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة الإماراتية الخطوات العملية لتنفيذ مشروع سكة حديد برلين بغداد مركزاً على الوصلة من مدينة قونية (نهاية سكة الأناضول) إلى مدينة بغداد والتي بدأ العمل بها عام 1314ه / 1896م من قبل شركة ألمانية أسسها الألمان لهذا الغرض تحت اسم (شركة سكة حديد بغداد) مهملاً الباحث السعدون بقصد الظروف السياسية المضطربة آنذاك في القارة الأوروبية.