في كلمتها أمام مجلس الأمن الخميس الماضي كانت المملكة واضحة في تشخيص إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية بأنه نتاج ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين من قبل بعض أعضاء المجلس واستخدام حق (الفيتو) لتعطيل المجلس على حساب سيادة القانون وعدم احترام الشرعية الدولية في العلاقات بين الدول. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قد سبق وأن قال إن من أكبر العراقيل التي تواجه السلام في منطقة الشرق الأوسط هي تعامل المجتمع الدولي مع إسرائيل كطفل مدلل وهي الدولة التي لم يتوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني هذا العدوان المتمثل في الحصار والتجويع واستخدام أحدث الأسلحة الفتاكة كما كان في حرب غزة الأخيرة ، وكل هذه الجرائم تمر وكأن المجتمع الدولي غير معنى بالسلام وكأن إسرائيل لها الحق في ارتكاب ما تقوم به من جرائم. إن المجتمع الدولي مطالب بتغيير نظرته القائمة على الكيل بمكيالين والتعامل مع إسرائيل بما تستحق وهي ترتكب مثل هذه الجرائم. فإذا كانت قرارات الشرعية الدولية تعترف بأن القدس أرض محتلة فعلامَ الصمت على الانتهاكات المتكررة من استيطان ومحاولات تهويد مستمرة لم تتوقف؟ وهي محاولات من شأنها أن تفسد المفاوضات المرتقبة بين إسرائيل والفلسطينيين لأن موضوع القدس هو من موضوعات المفاوضات النهائية ، ويجب على المجتمع الدولي أن يتصدى لأي محاولات تمس القدس لأن هناك اتفاقاً على أن تكون القدس مشمولة بمفاوضات الاتفاق النهائي. إن السلوك الإسرائيلي يستوجب وقفة دولية حازمة وحاسمة إذا كانت هناك رغبة حقيقية لاقرار سلام في المنطقة ويجب أن تختفي سياسة الكيل بمكيالين حتى يتم التعامل مع كافة المواقف برؤية وتجرد.