تعامل الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع حادثة محاولة تفجير الطائرة الأمريكية المتجهة الى ديترويت بكثير من الجدية محملاً مسؤولي أجهزة الاستخبارات الفشل في التعامل مع هذه الحادثة التي كانت في حالة نجاحها تقدم أفضل انتصار إعلامي لتعظيم القاعدة بعد أكثر من 8 سنوات من حادثة سبتمبر. ويجتهد اوباما من خلال اجتماعه الذي من المفترض ان يكون قد انعقد أمس على حث مسؤولي الاستخبارات على عدم تكرار الفشل الذي حدث بشأن طائرة ديترويت. وقد حاول أوباما ان يضع استراتيجية جديدة للحرب على الإرهاب بعد أن اتضح ان الضربات في العراق وافغانستان قد دفعت تنظيم القاعدة الى نقل نشاطه في مناطق أخرى مثل اليمن التي تتركز عليها الأنظار هذه الأيام كمأوى لتنظيم القاعدة ونشطائه. ويجيء تعامل أوباما مع هذه الحادثة وكأنه كان متوثباً لمعركة جديدة ضد الإرهاب تتفادى سلبيات سلفه الرئيس بوش الذي ارتكب اخطاء استراتيجية كبيرة في العراق وفي افغانستان. واليوم ومع التصميم الأمريكي على القضاء نهائياً على تنظيم القاعدة فلا بد من استراتيجية جديدة.. استراتيجية لن يكون من ضمنها ارسال قوات اجنبية لأن مثل هذه الاستراتيجية قد اثبتت فشلها من قبل في الصومال، كما ان امريكا ليست على استعداد لتكرارها مرة أخرى.. ولكن يمكن للولايات المتحدة الاستفادة أو التعاون إستخباراتياً وتكثيفه مع دول المنطقة من أجل احكام الحصار على المستهدفين من تنظيم القاعدة، كما يمكن لأمريكا أيضاً دعم القدرات العسكرية في البلدان التي قد يمتد إليها التطرف لمحاصرته وافشال خططه.