كثيراً ما ترددت هذه العبارة على مسامعنا، بل وكثيراً ما استشهدنا بها ولو تأملنا أصل هذه القاعدة في الشرع والعقل لما وجدنا لها أصلاً تستند اليه ابداً، بل ان الشارع جاء بين التفريق بين المصيب والمخطىء، والمحسن والمسيء، ودعا الى الاحسان للمحسن ومعاقبة المسيء، ومن لا ذنب له فلا ثواب ولا عقاب، فبأي حق نقول هذه القاعدة الظالمة ونفعلها بيننا، ونسعى لجعلها اصلاً من اصول التعامل مع الناس. ولو تأملت بعين العقل لما تدل عليه هذه القاعدة لوجدت انها ظالمة، فكيف تشملني اثار شر لم أعمله والذي عمله غيري، وربما دون علمي ورضاي، ومع هذا يلحقني من الاثر السيء كما يلحقه؟!. ومن منطق عقلي لماذا لا تكون القاعدة (الخير يخص والشر يخص) او (الخير يعم والشر يعم) بل الافضل منهما لماذا لا تكون (الخير يعم والشر يخص). ولكي نعرف جميعاً بطلان هذه القاعدة، نأخذ هذا المثال: لو اخطأ ابن جارك وكسر زجاج سيارتك عامداً أو جاهلاً، هل من العدل ان تغضب على جارك الذي ساءه ما قام به ابنه وغضب من ذلك؟ وهل من العدل ان يغضب ابناؤك واخوانك وأهل بيتك على جارك وابنائه واهله بسبب خطأ فرد واحد منهم؟. وهل من العدل ان يخطىء فرد من اسرة عليك، فتغضب عليه وعلى اهله واسرته بسبب ان الخير يخص والشر يعم مع العلم بأن أهله ربما يكونون رافضين فعله وغير مقتنعين به. فالعاقل يرى أن هذا عين الظلم والجهل والحماقة والجاهل لا يرى بأساً في ذلك. لذلك ارجو من أحبتي الحذر من الشعارات الجاهلية التي يتبناها الجهلة ويروجون لها ويدعون الناس لتطبيقها، ولنعلن سوياً أن الخير يعم والشر يخص، ولننشر هذا التغيير بيننا ونؤيده ليعمنا الخير، ونكون من أهل الخير ويخص الشر أهل الشر ونسلم من الشر وأهله. والله ولي التوفيق