أنينها مخفي ، ونزيفها مخفي ، وكثير هم من كان ينتظر موتها ، ويترقب دفنها ،ويتشتت شملها ، من سنين وهى تئن ولكن قليلون هم الذين كانوا يسمعون أنينها ويبدو أن لا حيلة لهم في إبدال أنينها بضحكات، ومن سنين وهى تنزف ولكن قليلون هم الذين كانوا يجتهدون ويركضون هنا وهناك لتضميد جراحها الدامية ولكن لا حيلة لهم فقد إتسعت الجراح وباتت تنزف من كل حدب وصوب ، فرحل عنها من رحل وحاول من حاول .. ولم يبقَ بجانبها إلا الموقنون بثباتها والإصرار بديمومتها حتى يرث الله الأرض ومن عليها .. ولقد قرأت ماكتبه أستاذنا الخياط في عاموده فأردت مشاركته باستنهاض أهل الهمم من أبنائها الذين لا أعتقد أنهم سيتنصلون لمكة ولشوارعها وأزقتها وحواريها بنشأتهم ووصولهم لأعلى المراتب إن كانت وظيفية أو مالية فهل شمر أحد عن نصف ساعده ووقف يضمد بعض جراحها؟! لا ادري لأنني لا أملك الجواب. واستفحل بها الحال حتى أصبح رجالها يعملون والبعض منهم بلا مقابل شهري كما علمت حباً لها وإخلاصاً لهذا (الفنار) المكي الثقافي جريدة (الندوة). حال الجريدة لم يرض الإنسان والقائد والملك رغم تشعب مشاغله فوجه رعاه الله رجل الثقافة والأدب والإعلام ابن مكة الدكتور عبدالعزيز خوجه بإلباسها حلل الرفعة والكرامة .. وأغدق عليها بما يليق بمكانتها وموقعها.. فكأني بتوجيهه يحفظه الله ويرعاه قد سمعه سكان العمرة والقشاشية والقرارة والشامية وجرول والتيسير والحفاير والزاهر والنزهة والمسفلة والهجلة والغزة والمعابدة والعتيبية وإجياد وبير بليلة والطنبداوي وشعب علي وشعب عامر والشبيكة وحارة الباب والخانسة وغيرها من الأحياء القديمة والحديثة التي لا تحضرني أسماؤها ساعة كتابة هذا المقال ففرحوا وتبادلوا التهاني. فأبشري يا (ندوة) العقول.. وقلب مكة الثقافي.. هاهو جراحك جراح الملايين خادم الحرمين الشريفين قد أمر بتضميد جراحك ، وها هو الفنان المبدع الواضح وزيره يعد العدة ليعيد لك بريقك وزهوك من جديد مثلك مثل شقيقاتك الأخريات.. وصبراً رجال (الندوة) أتى الفرج من الوالي الراعي بعد الله فلا خوف عليكم بعد اليوم ولا أنتم إن شاء الله ستحزنون فأنتم ستكونون في أيدٍ حريصة على تنفيذ أمر القائد والذي سيسأل عنها وعنكم بين الحين والآخر.. فالحمد لله رب العالمين.