أوضح الدكتور عدنان الحربي رئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى بأن الإعلامي الرياضي يجب أن يجمع بين الموهبة والتخصص الأكاديمي حتى يستطيع أن يقدم العمل المهني الصحفي بعيداً عن الأهواء الشخصية والتحيز إلى جانب ناد ضد آخر ولاعب على حساب لاعب آخر. وكشف ل» الندوة » دراسات عديدة قدمها في هذا الجانب واطلع على مجموعة مماثلة أن الصحفي الذي يملك إلماماً أكاديمياً بالصحافة فإنه يتغلب على ميوله الشخصية.. كما تطرق إلى جوانب كثيرة في الحوار التالي: | بداية كيف ترى الصحافة الرياضية حالياً؟ || اعتبرها متخصصة وليست صحافة عامة والآن انتشرت الملاحق الرياضية في عموم الصحف السعودية ولكن نلاحظ أنها تعتمد بشكل كبير على الأمور الفنية والصور بشكل كبير، والعناصر الفوتوغرافية أكثر من العناصر التحريرية وما تحتويه من مواد تحريرية ورغم ندرتها إلا أنها غالباً ما تكون في إطار الإثارة والمشاكل والتدخل في خصوصيات اللاعب وليس لها حيادية في العرض، إذ أن مشاكل الملاعب تظهر بشكل شخصي وليس بشكل مهني وأتمنى أن تعود الملاحق الرياضية إلى المهنية أكبر وأكثر لأن المهنية هي التي تجعل علاقة اللاعبين وإدارة الأندية أكثر وضوحاً وأنا ألاحظ أن توجيه هذه الصحف أو الملاحق إلى ناد معين شيء جميل من خلال طريقة العرض وهذا يؤدي إلى الضغط على اللاعبين في حالة تأدية مهامهم داخل الملعب. | ألا ترى أن أقسام الإعلام في الجامعات السعودية هي التي يمكنها صناعة الصحفي؟ || أقسام الإعلام تخرج طلاب كل عام مثل الطب أو الهندسة أما التخصص والتكوين فتقوم به إدارة التحرير في الصحف التي تكشف مواهب الطلاب خاصة من لديه ميول سياسية أو رياضية أو اقتصادية فحينما يكتشف رئيس التحرير هذه الميول يسلط الضوء ويتعامل مع هذا الطالب الصحفي الجديد كمحاولة تشجيعية منهم أو تنمية ما لديهم من ميول صحافية ونحن في زمان الصحفي المتخصص في كافة المجالات حتى يستطيع تقديم الأسئلة بصورة جيدة. | إذاً كيف ينجح الإعلامي القادم من الجامعات في الصحف؟ || هذه مقولة أطلقت من بعض الأشخاص ولكنني لا أؤيدها تماماً ولا أنكرها تماماً بأن الصحفي المتخصص يستطيع أن ينمي ويطور مداركه ولكن مشكلتنا في العالم العربي أننا نفرق ما بين الموهبة والتخصص ولكن إننا إذا جمعنا بينهما فهو الأفضل ولكن لدينا صحفيين ناجحين وغير متخصصين لم يصقلوا بالتعليم الأكاديمي الذي يعطيه الفرصة لأن يكون لديه جمهور مقتنع بطرحه لأنه يكون دائماً على خلفية بالأنظمة والمسؤولية الاجتماعية أمام المجتمع، ومن الخطأ جداً أن يظن الصحفي أن الإثارة هي السبيل إلى النجاح والشهرة وهذا هو الخطأ ولو درس هذا الصحفي الإعلام في مواقعه الأصلية في الجامعات والمعاهد يستطيع أن يصقل الموهبة صقلاً واضحاً ويمارس الإعلام بمهنية وليس هواة. | ماذا تتوقع لاتحاد الإعلام الرياضي؟ || حينما يكون للاتحادات إدارات إعلام فإنها ستكون ناجحة واتحاد الإعلام الرياضي يحتاج إلى تنسيق وأنظمة واضحة حتى لا تتداخل الأدوار، وإذا تم تنظيمه تنظيم واضح وعلى أسس علمية فلن يكون هناك تداخل في الأدوار خصوصاً إذا نظرنا إليه نظرة تنسيقية وبتخطيط عميق. | ماذا يشدك في الصحافة الرياضية؟ || الصحيفة الرياضية ما زالت بها جهود ولديها محررين وتضم مجموعة مراسلين لديهم القدرة على أخذ المعلومة من مكانها ولكن ما زالت تميل إلى الشخصية أكثر من المهنية من خلال صقل المواهب أو تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإنشاء معهد لصقل المواهب الصحفية الرياضية من أجل إعطاء المراسلين الصحفيين الرياضيين أكبر كم من المعلومات تساعدهم على عدم الوقوع في الأمور الشخصية وأن يميلوا إلى المهنية أكثر مما كانوا عليه. | من هم الكتاب الرياضيون الذين تتابعهم؟ || بصفتي شخص متخصص فإنني لا أميل إلى شخص معين أقرأ للجميع لكي نستفيد من المضمون لأنه هو الهدف الرئيسي للشخص المتخصص برؤية إلى أين تتجه الصحافة. | هل يمكن للصحفي الرياضي النجاح في الإعلام المرئي؟ || نعم إذا امتلك الموهبة يستطيع أن يعمل في أي مكان لأن الصحفي هو عبارة عن كمية من الفكر والمعلومات يمكن أن ينبض في كل وسيلة إعلامية بفكره وليس بجسده، اللهم إلا إذا كانت سياسة الوسيلة الإعلامية تعتمد على الجسد أكثر من المضمون. وبهذه المناسبة هناك العديد من الطلاب الذين أثبتوا جدارتهم لأن الإعلام ليس تخصص عادي إنما يحتاج إلى مسارين الأول الموهبة كما الشاعر والثانية أن يكون متخصص أو دارساً يستطيع أن يتعامل مع القنوات والوسائل التي يعمل بها وهذه رسالة يستطيع تأديتها سواء عبر وسيلة مطبوعة أو مسموعة أو مرئية وكل منها تحتاج إلى خصائص تكون مناسبة لما لديه من مواهب. | في ظل وجود الفضائيات الرياضية والصحافة هل انتهى دور الإذاعة؟ || أدوار وسائل الإعلام متباينة وقد قيل في السابق حينما ظهر التلفزيون بأنه سيقضي على الصحافة ولكن وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة هي دائماً في عملية ديناميكية متبادلة ولا يمكن أن يقضي أحدهما على الآخر ولكن قد يضعف واحد ويعود مرة أخرى. | عفواً يا دكتور لو كنت مسؤولاً عن مطبوعة رياضية ماذا ستعمل؟ || الكثير من الصحف لا تستطيع أن تحدد من هو الجمهور لا تستطيع أن تقول إن المدينة وعكاظ لديهما نفس الجمهور، حيث تصدر من موقع واحد وكذلك الرياض والجزيرة ولكن هنا يتأكد دور جهاز التحرير فإذا تعاون مع الجهاز الإداري فسيكتشف من هو الجمهور وماذا يريد القراء وكما أعرف أن وزارة الإعلام تعمل جاهدة لتطوير الجمهور ولكن في النهاية لا تستطيع أن تجبر الجمهور على المتابعة إلا إذا قدمت له ما يريد وعلى جهاز التحرير أن يكتشف من هو الجمهور الذي يريد أن يخاطبه لكي يتحمل مسؤوليته أمام هذا الجمهور حتى لا يفتقده وربما يكون هناك مقال أو خبر يؤدي إلى هبوط في مستوى التوزيع لهذه المطبوعة. | يقال لو أنشئت المحاكم الرياضية لرأيت نصف الصحفيين يدخلون السجون فما رأيك؟ || أقول ليست العملية عملية محاكمة، العملية عملية مسؤولية اجتماعية والإعلام هو مسؤولية اجتماعية وليس وسيلة لتقديم الصورة الذهنية الإيجابية للمجتمع أو السلبية مثل أي جهاز آخر اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي والصحفي يجب أن يتحمل مسؤوليته أمام المجتمع وفي الغرب تدخل عملية التشهير وفي العالم الإسلامي تحكمنا القيم الإسلامية ويجب عدم التحيز نحو ناد على حساب آخر أو لاعب على لاعب آخر من أجل شخصيته أو النادي الذي ينتمي إليه. وإذا قامت الصحافة على هذا المبدأ واحترام عقلية القراء والجماهير فسوف تمضي بهدوء دون اللجوء للقذف بين المسؤولين ورؤساء الأندية وبين اللاعبين مع بعضهم البعض. | بهذه المناسبة كيف ترى المهاترات القائمة بين الصحف حالياً؟ || أرفض حدوث المهاترات وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته أمام المجتمع لأن الإعلامي يحمل أمانة وإذا كنت أنا مسؤول ولدي وعي صحفي فلن أسمح للصحفيين بالقذف على الآخرين والواضح أن هناك في الصحف تحيزا إلى بعض الأندية واللاعبين والشخصيات. | كلمة أخيرة؟ || أرجو من الإخوة في الصحافة الرياضية والملاحق الرياضية أن يتحملوا مسؤولية الطرح الإعلامي ونسأل الله التوفيق للجميع والنظر إليها كرياضة يجب التعامل معها بمهنية وليست عملية شخصية.