مما تعلمت من والداي هو أن تكون شخصيتي شخصية مستقلة بذاتها والاستفادة من تجربة الآخرين ورفض كل شئ ينزل بكرامتي الإنسانية إلى مستوى غير كريم ... والله سبحانه وتعالى يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم في محكم كتابه العزيز (وانك لعلى خلق عظيم) وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ... وبالتأكيد لو وعينا المعاني البالغة الكثيرة لعلت هاماتنا إلى ما فوق الثريا ... ونحن من القوم الذين قال شاعرهم: وآنف من آخى لأبى وأمي .... إذا ما لم أجده من الكرام إن فروسية الأخلاق والوجدان لابد أن تكون سياجاً لبحر أنماطنا السلوكية المتعددة والمختلفة في حياتنا اليومية ... ولا شك ان التنشئة والتعليم والثقافة والعادات والقيم وأكثر كلها تتداخل وتتفاعل وتقدم منتجا إما أن يكون ذا أخلاق حميدة أو العكس أو بينهما. ومن الأمور اللافتة للانتباه أن تصبح العبادة للإنسان مجرد طقس اجتماعي ولا تنعكس إيجابا على أخلاقه أو سلوكه وتصرفاته. ولهذا نجد البعض القليل من الأعداد الكبيرة ممن يمارسون العبادة والفرائض لا يحدثون أثرا في مسارهم لانهم لايربطون بين عبادتهم مع سلوكهم فالدين المعاملة... مما ترويه سيرة الرسول الكريم عليه السلام قصة المرأة التي عرفها الناس عابدة بل كثيرة الصلاة والصيام، لكن الرسول عرف بأنها في حال غير حسن عند وفاتها، فلما سأل عرف انها كانت تؤذي جيرانها. وفي الوقت نفسه ندرك تماما حقيقة لا جدال فيها وهي ان المجتمع المثالي الفاضل الخالي من العيوب والشوائب هو في دار الحق وبعض منه في أذهان بعض الفلاسفة كأفلاطون في مدينته الفاضلة.