يحصل الشاب الذي يتراوح عمره ما بين العشرين الى الثلاثين على مرتب جيد اذا كان موظفاً في احد قطاعات الدولة، ويقارب هذا المرتب خمسة آلاف ريال كل شهر، وهناك من يزيد مرتبه ومنهم من يقل، ودعونا نتفكر ونتأمل في مصروفاتهم واحتياجاتهم. نجد ان اكثرهم مرتبط بقروض مالية للبنوك والشركات ويكون قسطها الشهري ألفاً وخمسمائة ريال وهذا القرض قد اشترى بقيمته سيارة يركبها ويتنقل بها، ولا بأس في ذلك، ونظراً لأهمية الجوال لدى أكثرهم نجد اغلب الشباب يسدد خمسمائة ريال كل شهر لشركات الاتصالات، هذا مع العلم بأن الكثير من الشباب مدين لشركات الاتصالات، بل والبعض قد سجل اسم غيره وفي قوائم المديونيات لشركات الاتصالات، ويتبقى مع الشاب ثلاثة آلاف ريال يوزعها بين قطات واستراحات وطلعات وهكذا. ومع هذا فأكثرهم تجده في منتصف الشهر يقترض ويستلف من غيره، ويبقي على هذه الحال طيلة عمره، ولا يتوب من ذلك ولا يقلع عنه، ولعل لذلك اسباب ادت ببعض شبابنا الى هذه الحال الاليمة، من ابرزها: 1 الاهتمام الزائد بالمظاهر: فنجد الشاب يهتم بجهاز الجوال والرقم المميز، ويهتم بملبسه فيلبس ما تزيد قيمته على الالف ريال في حين ان اللبس السائد عند الناس قيمته ثلاثمائة ريال بعد المبالغة، وتجده يهتم بموديل السيارة ونوعها وهو في الحقيقة لا يملكها ملكاً تاماً بل هي اما اقساط او تأجير وقد تسحب منه ان لم ينتظم في سداد اقساطها. 2 عدم التخطيط : فاذا غاب عن الشاب التخطيط للمستقبل والاهتمام بمستقبله فانه سيتصرف ليومه فقط ولن يفكر في غده، وسوف يفكر في جيله وابناء جيله، وكيفية العيش معهم ومواكبة جديد عصرهم ولن يفكر في زواجه وابنائه وكيف يصرف عليهم. 3 صديق السوء: فهو عدو لدود لمن يصاحبه فتجده يسعى لتدميره بكافة الطرق وشتى الوسائل حتى ولو اظهر له النصح والمحبة. 4 فقدان الموجه : فبعض الشباب اذا قبض مرتبه فانه أشبه ما يكون بالأعمى فلا يعلم ماذا يريد ولماذا يريد هذا الشيء حتى ينفذ المال كله وتبدأ الحسرات والويلات. 5 الاستهانة بالديون وحقوق الآخرين : وهذا سبب مدمر للمجتمع كله، فمن كان هذا حاله فليبشر بالتلف والضياع ولن يجمع ولن يتجر حتى لو ظهرت له بوادر ذلك. ولعل من ابرز وسائل العلاج والقضاء على مشكلة اتلاف الاموال وضياعها ما يلي: 1 معرفة قيمة المال وآثاره: فعندما يعلم الشاب أنه بمحافظته على ماله يغني نفسه عن الناس وعن سؤالهم والاحتياج لهم وباهماله لما له سيضطر الى الناس ويضطر الى مساعدتهم واهانة نفسه لهم لما وضع ريالاً واحداً في غير موضعه. 2 فهم الاولويات: فالذي يعرف ان هناك شيئاً أهم شيء، وشيء لابد ان يتحقق الآن والآخر ليس مهماً تحققه الآن فانه يستطيع ضبط مصروفاته على حسب اولوياته. 3 التخطيط المسبق : وأعني بذلك ان يعرف صرفه خلال الشهر القادم والشهر الذي يليه وكم يدخر وكم يهدي وكم يعطي وهكذا. 4 وضع حد أعلي للصرف لا يتجاوزه وفي هذا تربية للنفس على التقيد بحد معين والسير على نظام محدد. 5 الاقلاع عن الديون والقروض وهجرها ومحاربتها. وفي الختام ليس هذا هو حال كل شبابنا بل فيهم من هو قدوة يقتدى به، وفي المقابل ليس هذا للشباب فقط بل هو للكبار والنساء ايضاً فيجب على الجميع ادراك قيمة المال وأهميته. والله ولي التوفيق.