عاطفة الأمومة عاطفة تزخر بالعطاء الذي لاحدود له ،وهي جداول من الحب والحنان الذي لا ينفد ..أودعها الله قلب كل أم ، وهذه القصة التي أعرض لها واضحة المعنى ، وإن كان الراوي قد تطرق في روايته إلى أمر الدنيا فذكرها مستشهداً ببعض الأبيات من الشعراء فهي ترتبط ارتباطاً وثيقا بموضوع هذه القصة فيروي لنا خفيج بن عبدالله بن رمال الشمري أن ذكر الشاعرة (القحازية) من قبيلة شمر كان لها ابن اسمه دهش أصابه مرض خطير، وهو مرض السل من الأمراض الصدرية ، مما أدى إلى نقله إلى مستشفى السداد بالطائف ، وحين سافر انقطعت أخباره عن والدته ، فتعلق قلبها به ، وكثر تفكيرها فيه وصارت تتحسس أخباره ، وتسند عليه أبياتاً شعرية، تطلب منه أن يرسل لها رسالة يوضح فيها أخباره ، وهكذا حنين الوالد إلى ولده ، فتقول: ياراكب حمرا تقل سلوعة ذيب بنت الذلول اللي جذبها اضرابه حمرا تسوج افخوذها بالمحاقيب عين العديم اللي سمع له ضبابه ركَّابها قرم ينط المراقيب ما فوقها الا قربته مع زهابه تاصل دهش بنت الجمل شامخ النيب وتعود قبل الشمس تاصل غيابه ارجي لوليدي كل خير مع الطيب ويرسل لنا خط جديد ا كتابه ما ونَّسن هرج العرب والتعاجيب أمك تراع النجم حتى غيابه