عقد معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي ، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة يوم أمس في مقر الرابطة بمكةالمكرمة مؤتمراً صحفياً بمناسبة اقتراب موعد مؤتمر مكةالمكرمة العاشر الذي تعقده الرابطة السبت القادم. واستعرض د.التركي في المؤتمر المحاور التي سيتم مناقشة مشكلات الشباب من خلالها مبرزاً أهداف الرابطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بالأجيال الشابة، ومؤكداً على قضية التوزان بين حاجات الشباب، وتكوين الإنسان المسلم منذ طفولته ، وفق قواعد التربية الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وبين أن الرابطة تحرص على الفهم الصحيح للدين لدى الشباب ،مما يعين على حل المشكلات التي تعترض حياتهم وتواجههم في هذا العصر الذي كثرت فيه التحديات مع مجيء العولمة، مؤكداً أن مبادىء الإسلام ومفاهيمه تحل جميع مشاكل المجتمع بما فيه مشكلات الشباب. وقال: إن الرابطة تعقد هذا المؤتمر السنوي بمناسبة موسم الحج للاستفادة من الشخصيات الاسلامية التي تستضيفها الرابطة في عرض التصورات المتنوعة التي تثري الموضوعات التي ترغب الرابطة بمناقشتها ووضع الحلول لها، وقد فعلت ذلك في جميع دورات مؤتمر مكةالمكرمة في السنوات السابقة. ونبه معاليه أن الشباب في هذا العصر يواجهون مشكلات عديدة ومنها مشكلات العمل ومشكلات التغريب ومشكلات التثقيف وقضية تصحيح التصورات الخاطئة ، وتأهيل الشباب تأهيلاً متوازناً على الاعتدال والوسطية في القضايا الدينية والاجتماعية بعيداً عن التطرف أو التهاون في أمور الدين وفي العلاقات الاجتماعية. وحذر معاليه من مشكلة البطالة والفراغ بين الشباب حيث يؤدى ذلك إلى الانحراف الفكري والسلوكي وتعاطي المحرمات والتطرف وغير ذلك من المخاطر التي تحيط بالشباب في هذا العصر. وقال: إن المؤتمر سوف يهتم بثقافة الشباب في المجتمع المسلم، مشيراً إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الأسرة والمسجد والمؤسسات الاجتماعية والتربوية وكذلك وسائل الاعلام في نشر ثقافة الاعتدال والتوسط في صفوف الأجيال الشابة وتحصينهم من مخاطر التطرف أو التهاون بالدين. وأبرز معاليه دور وسائل الإعلام بشكل خاص في التوجيه والتثقيف ، مشيراً إلى أن الرابطة ستقيم مؤتمراً عالمياً بمناسبة مرور (50) سنة على إنشاء الرابطة في العام القادم ، وسيكون من محاوره إبراز دور الرابطة في مجال الإعلام والتنسيق بين وسائله فيما يحقق خدمة المصالح الإنسانية. وأكد أن الرابطة تولي القضايا الكبرى اهتماماً كبيراً، وهي تعتبر قضية الشباب وحل مشكلاتهم في هذا العصر من هذه القضايا ، إلى جانب مواجهة الإرهاب والتطرف وموضوع الحوار مع الآخرين ، وذلك كما فعلت في عقد مؤتمرات الحوار استجابة للمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ودعوته لشعوب العالم ومؤسساته إلى الحوار لتحقيق التفاهم والتعايش والأمن والسلام في العالم. وبين معاليه أن الرابطة عقدت عدداً من المؤتمرات بعنوان ( مؤتمر مكةالمكرمة ) خلال السنوات الثمان السابقة لمعالجة القضايا التي تتعلق بحياة المسلمين ، والعلاقة بينهم وبين غيرهم من الأمم ، والتعريف بالإسلام وتصحيح الصور المغلوطة عنه. وأوضح أن الرابطة تهتم بمتابعة العمل الإسلامي في الخارج من خلال المراكز والمكاتب التابعة لها ، وقد أوجدت مكاتب إقليمية تابعة لها في عدد من المناطق في العالم، كما أنها تفتتح المكاتب في بعض البلدان وذلك بحسب الحاجة ، مبيناً أن الرابطة تهتم كذلك بالأقليات المسلمة في العالم وتولي العناية بشأن رعاية الشباب في مجتمع الأقلية المسلمة ، وقد عقدت مؤخراً مؤتمراً عالمياً في ماليزيا تمت من خلاله مناقشة مشكلات الأجيال الشابة في تلك المجتمعات مؤكدة على جوانب التثقيف والتربية والتعليم وفق نهج الوسطية الإسلامي . وقال معاليه إن وجود مشكلات كثيرة لدى شباب الأمة المسلمة يعود أساساً إلى عدم الفهم الصحيح للإسلام ، داعياً المؤسسات الإسلامية والثقافية ووسائل الإعلام إلى التعاون في عرض الإسلام الصحيح للشباب مؤكداً أن ذلك يسهم إسهاماً فاعلاً في علاج مشكلات الشباب وإنهائها بإذن الله تعالى. وأشاد معاليه ببرامج التوعية والتثقيف التي تنفذها المملكة العربية السعودية في مجال تربية الشباب وتهيئته للمستقبل من خلال مؤسسات الدعوة وهيئات التعليم ووسائل الإعلام الداخلي ، مشيراً إلى أن رابطة العالم الإسلامي تتعاون مع مؤسسات المملكة في ذلك لتحقيق الهدف الإسلامي المشترك في حل مشكلات الشباب وحمايتهم. وقال:إن الرابطة مستعدة للتعاون مع المنظمات الإسلامية والهيئات الاجتماعية ومؤسسات الثقافة ووسائل الإعلام في مجال تثقيف الشباب وتوعية الأجيال وفق هدي الإسلام ، وذلك لإيجاد جيل مثقف مرتبط بدينه يسهم في نهضة الأمة المسلمة. وفي ختام المؤتمر الصحفي عبر معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين ، ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو النائب الثاني على دعمهم لرابطة العالم الإسلامي وتقديم المساعدة لها وعونها في إنجاز المشروعات الإسلامية الهادفة.