لم تكن حكومة المملكة العربية السعودية مترددة يوماً في القيام بواجبها حيال الأمانة الكبرى التي شرفها بها الله سبحانه وتعالى وهي خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من زوار ومعتمرين وحجاج.. فقد كانت هذه إحدى رسائلها السامية التي تحرص على أدائها على الوجه الأكمل. فقد حاول كثيرون أن يجربوا ومنهم ايران في مواسم سابقة انتهاك شعيرة الحج المقدسة وتفريغها من مقاصدها الدينية واستغلالها لأهداف دنيوية سياسية، لكن سعيهم خاب في ظل يقظة حكومتنا الرشيدة وقبل ذلك وبعده حفظ الله لحجاج بيته الحرام من كل سوء. واليوم تحاول ايران من خلال أبواقها ان تعيد ذلك التاريخ الذي باءت فيه محاولاتها بالفشل وتعرت امام العالم بغوغائيتها التي وصلت لحد ازهاق الأرواح حيث تلوح بتكرير ممارسات سابقة سبق وأن جربتها وتكسرت تجاربها على صخرة الأمن الصامدة.. هذا الأمن الذي تحرص المملكة بتوجيهات القيادة الرشيدة ومتابعتها على ترسيخه على أرض الواقع حتى يلمسه ويشعر به كل فرد من ضيوف الرحمن وتنعم به هذه الوفود الضخمة التي تزيد اعدادها في كل عام على الثلاثة ملايين حاج في كل حركاتهم وسكناتهم حتى أصبح مضرب المثل في نجاحه. مثل هذه الدعوات الصادرة من أعلى القمم الدينية والسياسية في إيران لن تكون عابرة، بل ستكون في محور اهتمام الدولة ففيها دلالة واضحة على سوء نية من يطلقها ويحرض بها أتباعه، ولاشك أن التعامل معها سيكون على محمل الجد رغم أن الاجراءات الأمنية العادية كفيلة بالتعامل مع أي خطر أو تهديد يمكن ان يؤثر على سلامة ضيوف الرحمن في هذه الديار الطاهرة. ولكن ما سر هذا التهور الايراني الساعي الى افساد شعيرة الحج بمظاهرات سياسية وهو أمر لن يحدث؟. ان إيران وحكامها غارقون في الفوضى الداخلية الضاربة التي تعيشها نتيجة السياسة الخرقاء لقادتها وفقهائها وتحاول الهروب من هذا الواقع المؤلم المظلم الذي ادخلها في مشاكل كان يمكن تفاديها لو اهتمت القيادة الإيرانية مباشرة بشعبها وابعدته عن مصادمات هو في غنى عنها. هذا الفشل الداخلي تريد إيران تغطيته أمام شعبها واشغاله بدعوات تنظيم مسيرات ومظاهرات سياسية في الحج على أرض المملكة في المشاعر المقدسة، وفي الوقت الذي يقوم فيه حكام طهران بقمع وسجن المتظاهرين والمعارضين من أبناء الشعب الإيراني المغلوب على أمره والمطالب بحقوقه على أرضه!. لكن المملكة وبحكم مسئولياتها ابلغت الرسالة واضحة الى ايران والى غير ايران ممن يطمح في تعكير صفو هذه الشعيرة الدينية وتهديد أمن وسلامة الحج بأن هذا امر غير مسموح به.. لم تسمح به المملكة في السابق ولن تسمح به في الحاضر ولن تسمح به في المستقبل. فالأمن لا تهاون فيه وأمن ضيوف الرحمن في الأولوية دائماً. ومثلما أخمدت المملكة مؤامرات سابقة لافساد الحج فهي قادرة بحول الله وقوته على اخماد أي مؤامرة أخرى لافساده، ولتعلم ايران أن التغطية على فشلها الداخلي وتدهور حالة شعبها الاجتماعية والاقتصادية بسبب سياسات حكومتها الرعناء لن تكون على أرض المملكة ولن تكون بتهديد أمن وسلامة الحج ومحاولة شق الصف الإسلامي . (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)..