مقاييس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية العالمية العالية التي انطلقت بها هي ما يميزها عن غيرها، مع البعد في التقليل من شأن الكثير من الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية التي تتخذ من البحث العلمي شعاراً واستثماراً لها إلى ما يشوب البعض من انسلاخ عن المضامين الحيوية الهادفة وضعف وإزهاق لموارد مهمة تصرف في غير محلها، إلا أن من يتصدى للبحث العلمي بشفافية وخاصة التقني، فانه يعلم الفرق الكبير الذي يعنيه عنوان المقال بين الأبحاث التقنية وتقنية الأبحاث من حيث المصداقية والجودة والدقة والتركيز في الأبحاث التقنية المرتبطة بالحياة العملية التكاملية التي ينتهجها الباحث، والتي كانت الأساس من حيث الرؤية والمهمة والقيم التي تأسست عليها كاوست، فتجلت هذه الرؤية في حقيقة واقعية وأنموذج خيالي باهر تمثل في مستوى عال من البيئة العلمية البحثية التي ينشدها مبدعو الأبحاث، من خلال توفير أحدث التجهيزات التقنية المتطورة التي تعجل في خروج نتائج العمليات البحثية وإعادتها وتثبيتها وتطويرها بأسرع وقت، إلى ما هو إبداعي في الهيكلة الإنشائية والحياتية الاجتماعية والأسرية العالية المستوى من الرفاهية والاحترام في كاوست، والتي تسهم كثيرا في خلق أجواء نفسية تنافسية مفعمة ومحاطة بالراحة والطمأنينة، تساعد على النجاح المتواصل الذي يحفز ويجر إلى الاستمرار في الوصول إلى النجاح المتجدد. من هذا المنطلق سنكرر مدى ثقتنا وثقة العالم بأسره في كاوست جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تعهدت بدعمها اليد السخية والعقل الناضج لمستقبل واعد وآمن للأجيال كلها في العالم الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين في مبادراته ودعواته المتواصلة للتآلف والوحدة ونبذ التمييز والفرقة والالتفاف نحو عالم آمن ومستقر تمثل في حوار الأديان وبسط الأمن والأمان، لتحظى بثقة قائد مسيرتنا وتفوز بإنشائها ورعايتها وإدارتها شركة أرامكو السعودية ذات الباع الطويل في النهضة والتطوير في قوة التقنية بالأبحاث والعلوم المرتبطة بالطاقة والنفط والغاز، وبتميزها العالي في الدقة والمراقبة للمواصفات والمقاييس العالية الذي أوجد لها مكانة كبيرة لدى القيادة الحكيمة، بحيث لا تترك مجالا لضعف المنتج البحثي الذي يعول عليه عمليا على الأرض، وهكذا هي كاوست من خلال ترتيباتها وخططها التي تابعناها ويتابعها العالم في استقطابها للعلماء والباحثين المميزين ذوي المهارات العالية من شتى أنحاء العالم، ليساهموا وينهضوا بالعلم إلى مستويات عالية من النتائج المساندة للحركة العلمية والبحثية المتواصلة في العالم، وهكذا هي كاوست في ارتباطاتها العملية والاستشارية مع الجامعات والمؤسسات البحثية والشركات الكبرى المستهدفة كشركة سابك العملاقة التي تملك الكثير من براءات الاختراع في مجالها الذي ينشده باحثو كاوست، ممثلا في مركز الأبحاث في البتروكيماويات والبلاستيك والأسمدة وغيرها وبتوجهها حاليا في سابك الواحدة نحو قيادة عالم البتروكيماويات من خلال الالتفاف حول مراكز التميز التصنيعي والتطوير المستمر في شبكة تبادل الإبداع بين مراكزها في الشرق والغرب، وهكذا هي كاوست فيما ننتظره منها ومن إبداعاتها المتوقعة التي يفخر المواطن بوجودها بين يديه وعلى تراب وطنه الغالي. لقد تحدت كاوست الجامعة الحلم لخادم الحرمين الشريفين منذ إشارته إليها قبل ربع قرن وتخطت في فترة وجيزة حواجز كثيرة في زمن تلألأت فيه التقنية والعلم .. زمن لم يعد فيه موقع للجهل فيمن يشكك في نقص وضياع العقل لارتباطه بالخلط والفصل.. لقد تسامت وانطلقت إلى الوجود هذه الجامعة للعالم بأسره بلا تمييز ولا حدود .. تكاملت كمنظومة علمية وبحثية على ساحل ثول فأبهرت بطرازها وبهيكلها الكل .. ترابطت مع بعض أهدافها وقيمها وبيئتها وموقعها الذي يشد إليه العقل والقلب بالنبض .. مُشَكِّلة تمازجا فذا لا مثيل له سيقلب الموازين يوما ما قريب في منطقة الشرق والغرب .. جامعة ناهضة طموحة لم ولن تعرف الضعف والتراجع ما بين الواحد إلى ما لانهاية في سلم الأعداد منذ التأسيس والبداية .. لمع بريقها بالرغم من ادعاء الناصحين الذين يجيدون في التنفير هدفا للقنص والرماية.. فلقد عانت الدنيا وقاست وضاقت بهم ذرعا يريدون بها الرجوع لزمن الوصاية والجباية.