نعم.. انها مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا فهي قصة تحكى بالعمل الجاد الدؤوب.. وبالانجاز المتفرد والمميز، شغلتني لأكثر من اسبوعين ماضيين لاكتشف جهلي عن أشرف مهنة في التاريخ الإسلامي.. ألا وهي (الطوافة) وعرفت وقتها ما تبذله مؤسسات الطوافة عامة وما تبذله جنوب آسيا خاصة في خدمة ضيوفها من حجاج بيت الله الحرام تحت مظلة وفي اطار ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أيدهم الله من خدمات جليلة.. وما تطالعنا وتطالع به العالم الإسلامي في كل موسم حج من مشروعات حيوية وعملاقة.. وما توفره من تسهيلات حضارية راقية.. وما تنفذه من انجازات تكفل الراحة والتيسير والأمان والطمأنينة ليؤدي هؤلاء الضيوف الكرام مناسك الحج بكل يسر وسهولة وانسيابية يتحدث عنها القاصي والداني. وأجدني متأكداً ان هذا يقدم في حد ذاته قراءة واضحة وجلية لما توليه قيادتنا ومؤسساتنا من عناية واهتمام ببيت الله والمشاعر المقدسة والحج والحجيج منذ لحظة وصولهم الى المملكة وحتى مغادرتهم.. فالمملكة ترى في ذلك شرفاً ومفخرة وعزة خصها الله تعالى بها.. فنراها تجند الآلاف من مختلف قطاعات ووزارات الدولة لهذا الغرض من الصحة والأمن والدفاع والحرس الوطني والهاتف والكهرباء والماء والعدل والهلال الأحمر والدفاع المدني وغيرهم الكثير ممن يقدمون خدماتهم الجليلة بكل حب واريحية وبلا منٍّ ولا اذى.. بل ويعتبرون ما يقدمونه من أسمى القُرب إلى الله وأعزها وأغلاها. وأجدني في نفس الوقت مشدوهاً بالحديث حول رئيس مجلس ادارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب أسيا الاستاذ والمربي الفاضل عدنان بن محمد أمين كاتب ومؤسسته العملاقة في كل شيء وبكل المقاييس حتى العالمية منها.. تلك المؤسسة التي تتشرف بالمساهمة في تحقيق تطلعات ولاة الأمر نحو الارتقاء بخدمة الحج والحجيج بجدارة واقتدار. لقد كان لي شرف التعامل مع الرجل الحكيم والرائع والمبدع الذي جمع الكثير من الصفات الادارية والقيم الأخلاقية لتصهر شخصيته الفذة فهو التربوي والربان المحنك والمطوف الإنسان.. وهنا كان من الضروري أن أتقدم له بكل الشكر والامتنان على ثقته بي. وللحق أقول وغير مجامل وبكل شفافية انه قد هالني وأدهشني منذ الوهلة الأولى ذلك الحراك المنظم والمتقن لآليات العمل بالمؤسسة .. كما أدهشني حالة الحب والالتفاف والتعاون التي تتسيد أخلاقيات أبناء هذه المؤسسة.. وتأكدت ان النجاح لا يأتي جزافاً ولا بضربة حظ بل هو مخاض لكثير من الاعتبارات والعوامل المجتمعة والتي يأتي في مقدمتها قيادة مبدعة مخلصة صادقة تحب عملها ولا تقبل بغير المقدمة والتميز بديلا. وبما انه كان لي شرف تقديم العرض المرئي لكتاب (100 كاتب وكاتبة يشيدون بجنوب آسيا) في حفل المؤسسة التكريمي للمتميزين فمن نافلة القول انني فوجئت بالتجارب الابداعية الناجحة لرؤساء مكاتب الخدمة الميدانية والتي تؤكد حرص هؤلاء على القمة وتفكيرهم الممنهج للرفع من شأن هذه المهنة العريقة وبالتالي استحقوا التكريم. ولن أكون مغالياً اذا قلت انني رأيت 93 مؤسسة وليس 93 مكتباً للخدمة فكل مكتب يمثل مؤسسة جنوب آسيا، يحركهم في ذلك حبهم الكبير لمهنة أجدادهم والتنافس الشريف في خدمة الحاج ومن أجل راحته واداء نسكه بكل طمأنينة. بقي أن أقول إن الرجال المخلصين الذين يحيطون برئيس مجلس الادارة من نائب وأعضاء مجلس الادارة كالدكتور رشاد محمد حسين والمهندس زهير سقاط والاستاذ اسامة دانش والدكتور شيخ جمل الليل والدكتور سعود كاتب والدكتور سامر حسن بنتن والمهندس زكي عمر حريري والاستاذ أحمد عبداللطيف مير بالاضافة الى رؤساء المكاتب ال (12) رئيس الذين برزوا فكرياً وتطويرياً كل اولئك هم من يزرعون ثمرات النجاح لهذه المؤسسة اليوم وغداً وفي المستقبل. مستشار وخبير إعلامي للتواصل: [email protected]