عقد أصحاب السمو والمعالي الوزراء المسئولون عن الشؤون الثقافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعمال اجتماعهم الخامس عشر في مسقط أمس برئاسة صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في سلطنة عمان وبحضور معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية . ورأس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة . وأكد سمو وزير التراث الثقافة العماني أن هذا الاجتماع يأتي لتنفيذ الرؤى والتطلعات المرسومة للبناء الثقافي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومتابعة لما تم انجازه من عمل مشترك في هذا المجال ومناقشة الخطط الثقافية للمرحلة القادمة . وقال في كلمة افتتاح أعمال الاجتماع: إن العالم من حولنا يشهد تغيرا متسارعا في البنية الثقافية للشعوب وتسهم الثورة المعلوماتية الهائلة وفضاءات التقنية الرحبة في الإسراع من وتيرة هذا التغير الذي يفرض ضرورة التخطيط الواعي الذي يمكننا من مواكبة هذا التسارع والاستفادة من معطيات التقنية الحديثة في الولوج بالمشاركة الثقافية الفاعلة .. مؤكدا أهمية المحافظة على المرتكزات والثوابت الثقافية لشعوب دول المجلس . وأضاف انه يتم السير بخطى ثابتة نحو هذا الاتجاه من خلال الأطر والسياسات التي ترسم مسيرة العمل الثقافي المشترك لدول المجلس والتي تهدف إلى مراجعة وتطوير السياسات التي من بينها مناقشة التصور التنفيذي للإستراتيجية الثقافية التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في قمتهم التاسعة والعشرين التي عقدت بمسقط عام 2008 وهي الأساس في الحوار بين الحضارات وتأكيد الهوية العربية لدول المجلس التي ينير طريقها ديننا الحنيف وتبرزها اللغة العربية وعاء ثقافتنا المنشودة وجملة من البرامج الثقافية التي تهم العمل الخليجي الثقافي المشترك . وأوضح معالي الأمين العام لمجلس التعاون أن جدول الأعمال يتضمن العديد من الموضوعات ذات العلاقة بالعمل الثقافي المشترك وما يتعلق بمستقبل الثقافة في المنطقة حيث جاءت الإستراتيجية الثقافية مركزة ومقتصدة في لغتها وشاملة في معانيها ووافية بما تنطوي عليه من مشروعات مستقبلية فلقد وضعت الإستراتيجية ضمن أهدافها وآلياتها موضوع يتعلق بتوفير الجو الثقافي الصحي للناشئة والشباب في دول المجلس باعتبارهم عماد المستقبل ورأسمال التنمية الحقيقية والمستدامة. وأشار معالي الأمين العام لمجلس التعاون إلى انه من بين الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال موضوع العلاقات الثقافية بين دول المجلس والجمهورية التركية ودول رابطة الآسيان مؤكدا سموه أن هذين الموضوعين يعدان حيويين وهامين وسوف يسهمان في تمتين وتنويع العلاقات الثقافية مع دول المجلس. وأوضح أن من بين الموضوعات المطروحة كذلك مذكرة التفاهم مع معهد العالم العربي والتي سوف تشكل علاقات ثقافية متنوعة بالإضافة إلى مناقشة موضوع التراث غير المادي الذي يعالج جانبا ثريا من ثقافتنا التي نعيشها والتي تمتد في حياة الآباء والأجداد والتاريخ البعيد مشيرا إلى أن الثقافة غير المادية تشمل الفنون الموسيقية والجوانب الاجتماعية والاحتفالات والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التي تستحق الاهتمام والدراسة والتدوين والتطوير .