دعا سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري أصحاب الأعمال والمستثمرين السعوديين إلى المشاركة بفاعلية في الملتقى السعودي اللبناني الخامس الذي تستضيفه بيروت يومي 27 و28 أكتوبر الحالي برعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وبتنظيم مشترك من مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة والصناعة في لبنان ومجموعة الاقتصاد والأعمال. وشدد عسيري على أهمية الحدث لتبادل الأفكار والمعطيات بين الشركات السعودية واللبنانية ، والاطلاع على احدث الفرص الاستثمارية والمشاريع في كلا البلدين ، فضلا عن تعرف المستثمرين على آخر التطورات والمستجدات على مستوى التشريعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والتباحث في إقامة مشاريع مشتركة على كافة الصعد في المجالات الصناعية والعقارية والإنشائية والخدماتية والسياحية والمصرفية والتجارية وغيرها، سيّما أن الإرادة السياسية الواضحة والملموسة لدى حكومتي البلدين الشقيقين تقوم بتحفيز الاستثمار وتذليل العوائق أمام القطاع الخاص لتعزيز الاستثمارات البينية والتجارة المتبادلة وإقامة المبادرات والمشاريع المشتركة تشكل الركيزة الأساسية لضمان نجاح مثل هذه المشاريع. وأكد أن التعاون الاقتصادي بين البلدين مرشح للنمو والتزايد بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة ، حيث الآفاق الاقتصادية والاستثمارية في المملكة العربية السعودية ولبنان مشجعة جدا، خاصة وان كلا الاقتصاديين يعدان من الأقل تأثرا بالأزمة المالية العالمية على مستوى المنطقة والعالم، فضلا عن الاستقرار الذي يشهده لبنان والذي نأمل أن يترسخ على كافة المستويات مع قرب تشكيل الحكومة الجديدة. وختم السفير عسيري قائلا بأنه رغم هذه المنجزات، فإن المهم أن نتطلع نحو الأمام، خصوصا على مستوى الاستثمارات المتبادلة، وهنا يأتي دور القطاع الخاص في كلا البلدين لأخذ المبادرة وإقامة المشاريع المشتركة، فلبنان يَعدُ باستقطاب استثمارات كبيرة بفعل الفرص المتنوعة المتوفرة ووضعه الاقتصادي المتين والاستقرار المرشح لمزيد من الترسخ مع تشكيل الحكومة الجديدة. وفي المقابل، فإن اقتصاد المملكة العربية السعودية كان ضمن الاقتصادات الأقل تأثرا بالأزمة المالية العالمية، ومشاريع التنمية تمضي على قدم وساق في كافة القطاعات لتوفر بدورها فرصا واسعة للأعمال والاستثمار للشركات اللبنانية الطموحة. وفي كل ذلك مجالات رحبة لتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتوسيع المنفعة المتبادلة إلى أقصى الحدود. من جانبه.. أكد رئيس مجلس الغرف السعودي ورئيس غرفة جدة الأستاذ محمد عبد القادر الفضل أن الملتقى سيحظى بحضور كبير من أصحاب الأعمال السعوديين الذين تربطهم مع أشقائهم اللبنانيين الكثير من المشاريع المشتركة، مشيرا أن قيمة الصادرات اللبنانية إلى السعودية وصلت إلى نحو 3.5 مرات بين الأعوام 1993م و2008م، بينما تضاعف حجم الواردات من المملكة بنحو 4.2 مرات للفترة عينها. أما التدفقات الاستثمارية السعودية إلى لبنان فقد بلغت أكثر من 4.8 مليار دولار حتى عام 2008، وتشكل 39.3 في المئة من مجمل الاستثمارات العربية في لبنان، مقابل ما يزيد على ملياري دولار حتى شهر أغسطس من العام الحالي. وشدد على أن القطاع الخاص في البلدين يدرك أهمية التعاون المشترك لما فيه مصلحة الشعبين، وحتى يواكب العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين في مختلف المجالات خصوصاً في المجال الاقتصادي، ولفت إلى الحركة السياحية بين البلدين تمر بفترة ازدهار كبير، حيث تستقبل لبنان نحو 120 ألف سائح سعودي سنوياً وهو ما يشكل 22.2 في المئة من مجمل السياح العرب القادمين إلى لبنان خلال تلك الفترة.