ما روجت له صحيفة هآرتس الإسرائيلية من أن هناك اتفاقاً إسرائيلياً فلسطينياً لاستئناف المفاوضات ليس أكثر من ضجة إعلامية ومناورة خبيثة تعودت عليها إسرائيل كلما قام مسؤول أمريكي أو أراد القيام بزيارة إلى المنطقة. فهذا التصريح يتزامن حالياً مع الزيارة التي سيقوم بها المبعوث الأمريكي جورج ميتشل للمنطقة والقصد منها اعطاء الانطباع أن إسرائيل تسعى نحو المفاوضات في حين يقول الواقع أنها هي التي تضع العراقيل أمام انطلاق المفاوضات. كما أن إسرائيل تريد الالتفاف على الجهود الأمريكية الرامية إلى وقف الاستيطان بالايحاء أن هناك اتفاقاً فلسطينياً لاستئناف المفاوضات ولا داعي إذن للحديث عن المستوطنات. وحسناً ما بادرت به السلطة على لسان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ينفي ما نشرته الصحيفة من اتفاق على استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وان ما ذكرته الصحيفة ما هو الا (بالون اختبار) من إسرائيل تستبق به زيارة جورج ميتشل إلى المنطقة. ولكن لا نعتقد أن مثل هذه الأخبار المختلفة يمكن أن تغير شيئاً في المفهوم الأمريكي العام للسلام ولا في مهمة المبعوث الخاص للرئيس أوباما. ولكن من واقع ما يرشح من خطة أوباما فانها تميل إلى بعض ما تتبناه إسرائيل خاصة بشأن حق العودة ، وهو حق مكفول بقانون الشرعية الدولية .. ولكن قد تقر الخطة عودة اللاجئين ولكن ليس لأراضيهم التي أخرجوا منها وانما إلى الضفة الغربية ، وهذا تحايل على الشرعية الدولية غير مقبول مما يتطلب موقفاً فلسطينياً موحداً ودعماً عربياً قوياً حتى لا تنجح مخططات تذويب القضية الفلسطينية.