اعتاد عمدة ومجلس حي الهجلة بمكةالمكرمة اقامة الملتقى المكي الشعبي في الأسبوع الأخير من شهر شعبان من كل عام بحضور حشد كبير من المسؤولين والإعلاميين ورجالات المجتمع حيث ان الدعوة عامة وتشهد أنموذجاً للقرية المكية القديمة التي تشتمل على مجمل الحِرف والأعمال والمأكولات وتعرض نموذجاً حياً من حارات مكةالمكرمة القديمة ومراكيز العمد في تلك الحارات الى جانب معرض فني يحتوي على صور ومجسمات لمكةالمكرمة وأحيائها بين الأمس واليوم. ويقدم مجلس حي الهجلة برئاسة الدكتور بكري عساس العديد من البرامج الاجتماعية التي تجسد روح التواصل والتآلف بين أفراد المجتمع السعودي.. والعمل على إنشاء العديد من مراكز الأحياء بهدف تنمية روح العمل الجاد بين أفراد المجتمع وتفعيل التواصل وتنمية العلاقات الايجابية بين افراد الحي وتشجيعهم على المشاركة في جهود تنمية المدن وتطويرها والمحافظة على ايجابياتها ومكتسباتها. كما يتم في هذه المناسبة تكريم عدد من رجالات العطاء الذين تمتد سواعدهم لخدمة بلدهم وتطورها والحفاظ على قديمها الموروث.. ويتحول الملتقى إلى مهرجان جميل يزدان بالذكريات.. ويعبق بالروح العالية التي كانت توحد بين فئات المجتمع وتقودهم الى الاهتمام بمظاهر وجوهر مناسباتهم الحافلة. ولأن الحياة اليوم قد أفسدت بهمومها.. وألوان مشاكلها.. وتوالى لهاثها الموشوم بالعنف والتوتر والتباعد بين الناس وذبول الروح العالية التي كانت توحد بين الناس وتمضي بهم الى المزيد من الحرص على مناسباتهم وايجابيات العمل الصادق الذي يهتم بانجاز الالتفاف كثمرة يانعة وجميلة حتى غدت حياة الأمس أقرب الى قناعات الناس ومحبتهم لكل ألوان الاهتمام بالإنسان الطيب.. والصادق.. والناصع.. في دواخلهم.. حتى إذا ما سألت عن حياة الأمس.. وناس الأمس.. صدمتك آهة حرى كأن هذا الزمن الذي نعيشه من المستحيل أن يعيد لنا تلك الصور الحياتية الجميلة مع ان الانسان هو الإنسان .. والحياة هي الحياة.. ولكن دواخل معظم الناس قد أصابها الترمد فلم تعد ترى الحياة جميلة!! وأصابها التخثر فلم نعد نشاهد ركضها الحافل والمضىء. ولهذا تأتي جهود بعض الناصعين المحبين من العمدة محمود بيطار وأمثاله مقدرة.. ولها صدى حافل يحرص الناس اليوم على حضور مناسباتهم.. وتقابل جهودهم باحياء قناديل الأمس والشعور بأريجها وجمال أهدافها وحلو الروح العالمية التي تواكبها. ولهذا ايضاً فان التحية مستحقة للعمدة محمود بيطار ولكل العاملين على تنفيذ أفكاره وألوان عطاءاته من خلال الملتقى المكي الشعبي الذي يقام في أواخر شعبان من كل عام. ولعلي أجدها فرصة لأقدم كبير أسفي واعتذاري على عدم حضوري للحفل الذي أقيم في أواخر شهر شعبان الماضي لظروفي الطارئة والخاصة .. كما اشكر ثقة المنظمين للملتقى على اختياري ضمن المكرمين مثمناً حسن ظنهم وكريم مشاعرهم.. وبإذن الله يدوم الملتقى كل عام.. وتعود حياتنا قائمة على المحبة والتواصل .. وكل عام وقلوبنا عامرة بالنقاء.. والصفاء.. والوفاء. آخر المشوار قال الشاعر: يافارجَ الكرب للمكروب في السحًر مسَهَد الجفن من بؤسٍ وحرمانِ فرِّج همومي فإني بائس كربٌ وخفف الحزن عن قلبي ووجداني