أولت الحكومة السعودية جل اهتمامها بالحرمين الشريفين وشؤونهما ومرافقهما منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله وكان لنظره الثاقب وبعد نظره الأثر العظيم فيما توصلت إليه مؤسسات الدولة من تطور ورقي في شتى المجالات ومن تلك الأمور عندما أمر رحمه الله بإنشاء دار خاصة لصناعة كسوة الكعبة المشرفة في عام 1346ه. وتوالى اهتمام الملوك من بعده بهذا الأمر ورعايته وتطويره على خطى والدهم الملك المؤسس رحمه الله وجلبت أحدث الآلات والمعدات لمواكبة التطور في مراحل التصنيع حتى أصبحت الكسوة تنسج بأيدي وطنية ومواصفات و مهنيات متطورة وعلى أرقى المستويات طلباً لرضا رب العزة والجلال وتحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر أعزهم الله وعلى رأسهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الذي لا يألو جهداً أو يشح بمالٍ أو رأي فيه خير ومصلحة للحرمين الشريفين. وقال المشرف العام على ادارة مصنع كسوة الكعبة المشرفة محمد بن عبدالكريم القويفلي إن صناعة كسوة الكعبة المشرفة تتم عبر مراحل تصنيع وهي الصباغة ثم النسيج الآلي وطباعة الآيات القرآنية بقسم الطباعة وتطريزها بالخيوط الذهبية بقسم الحزام ثم تجميعها وإخراجها في شكلها النهائي في قسم الثوب. وهناك بعض الأقسام المساندة مثل المختبر والخدمات الإدارية والصحية للعاملين بالمصنع. ويعمل على إنجاز كسوة الكعبة المشرفة نسيجاً وحياكة وتطريزاً أكثر من مائة وأربعين عاملاً فنياً متخصصاً وجميعهم من السعوديين ومن يتقربون إلى الله بعملهم قبل أن يكونوا موظفين حكوميين. وينتج المصنع في كل عام كسوة كاملة مع مطرزاتها كما يقوم بصناعة الأعلام الوطنية بمقاساتها المعتمدة في نظام العلم ويتولى صناعة الكسوة الداخلية للكعبة المشرفة والحجرة النبوية إذا دعت الحاجة. وبتوجيهات من معالي الرئيس العام تكلف إدارة المصنع عدداً من المتخصصين في المرابطة بالمسجد الحرام على مدار الساعة لمباشرة أي طارئ يحصل للكسوة ويتطلب الأمر إصلاحه على الوجه الأكمل وفي أسرع وقت. ولاطلاع الجمهور والزوار على مراحل تصنيع الكسوة تقوم الإدارة المختصة بترتيب الزيارات على مدار العام ويزور المصنع سنوياً آلاف الزوار من المواطنين والحجاج والمعتمرين يبدون إعجابهم الشديد وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لما تبذله من جهود في سبيل تطوير المصنع والرقي به وأصبح مصنع كسوة الكعبة المشرفة معلماً من معالم العاصمة المقدسة.