الأبناء هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى يُسر الفؤاد برؤيتهم، وتقر العين بمشاهدتهم، وتسعد الروح بفرحهم ، ولكن كيف نربي ابناءنا التربية الصالحة، ليكونوا لبنة خير في المجتمع المسلم؟ فهاهو شهر التوبة والغفران، وشهر التربية، والمجاهدة، انه شهر رمضان قد اقبل، وهاهو قد طرق الأبواب، وفيه تتجلى التربية الصادقة، والتوجيه الحكيم في رعاية الأطفال. ان الاطفال امانة ووديعة عند الابوين، فكيف يمكن لهما ان يربيا ابناءهما في هذا الشهر الكريم؟! ان هناك عدة أمور يمكن من خلالها تربية الابناء على مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، ومعالي الامور.. من ذلك: تعويدهم على الصيام: اذ رمضان افضل موسم ومحطة يمكن أن نعود فيه ابناءنا على هذه العبادة العظيمة، فقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يدربون أطفالهم على الصيام، ويحثونهم على ذلك، فقد جاء عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت : (ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء الى قرى الأنصار التي حول المدينة: (من كان اصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان اصبح مفطراً فليتم بقية يومه) فكُنَّا بعد ذلك نصومه، ونصوِّم صبياننا الصغار منهم ان شاء الله ونذهب الى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام اعطيناه ذاك حتى يكون عند الافطار)، والعهن: هو الصوف. فلماذا لا نعود أطفالنا على الصيام؟ ولماذا لا نعودهم على طاعة الله؟ ونأخذ بأيديهم ليعرفوا معنى هذه العبادة العظيمة، فيستقيموا منذ الصغر؟! حتى اذا بلغ سهل عليه الصيام ولم يجد مشقة، فالاسلام امر بتعويد الطفل على طاعة الله، قبل البلوغ في غير الصيام، كالصلاة مثلاً فقد قال عليه الصلاة والسلام : (مروا اولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع واضربوهم عليها وهم ابناء عشر). فعندما نعود الطفل على الطاعات، كالصيام، والصلاة، وغيرهما من أنواع الطاعات فإنه ينشأ طفلاً صالحاً طائعاً لله سبحانه وتعالى لأنه تعود على ذلك. ولهذا قيل: وينشأ ناشىء الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه وكذلك ربط الطفل بكتاب الله عز وجل حفظاً وتجويداً وتلاوة، فهذا سن الحفظ، وزمن التلقي، فإذا فات الطفل هذا السن الذهبي وقضاه في الضياع والترفيه ندم بعد كبره أعظم ندامة، وتأسف كل الاسف ولات ساعة مندم، فرمضان شهر القرآن، والمسلمون يقبلون فيه على قراءة القرآن، والطفل عندما يشعر بذلك من حوله فإنه يقرأ معهم ولا يجد مشقة ولا تعباً في قراءة القرآن وحفظه وتجويده. فعلينا ان نستغل هذا الشهر الكريم في تحفيظ ابنائنا كتاب الله عز وجل