قتل عشرة أشخاص وجرح عدد كبير أثناء تظاهرات منددة بالحكم الصيني في شوارع مدينة لاسا عاصمة إقليم التبت التي طوقها الجيش، حسبما أعلنته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). واتهمت بكين زعيم التبت الدلاي لاما بالوقوف وراء هذه الأحداث. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان أن دبابات وآليات عسكرية صينية تجوب شوارع المدينة التي سادها الهدوء صباح أمس. وقال أحد شهود العيان إن (قوات الأمن تغلق الشوارع وتدقق في الآليات، لكن السيارات نادرة جدا وسيارات الأجرة شبه غائبة). وأضاف أن (السكان الصينيين لا يجرؤون على الخروج، وكل المحال التجارية مغلقة والشوارع شبه مقفرة). في المقابل نفت بكين فرضها حالة الطوارئ أو إطلاق النار على المتظاهرين أو فرض القوانين العرفية في الإقليم. وقال كيان با رئيس الإقليم الذي تتولى الصين إدارته (لم نطلق أعيرة نارية). وكانت الوكالة الرسمية ذكرت مساء أمس أن قوات الأمن أطلقت فقط أعيرة تحذيرية واضطرت لاستخدام كمية محدودة من الغاز المسيل للدموع. وعلى هامش الجلسة البرلمانية في بكين قال كيان با إن (مؤامرة الانفصاليين ستمنى بالفشل)، مضيفا (سنتشدد في محاربة الانفصاليين بالقانون). في السياق اتهمت بكين زعيم التبت الدلاي لاما بالوقوف وراء هذه التظاهرات، الأمر الذي نفاه متحدث باسم الزعيم المنفي في الهند. وحثت الولاياتالمتحدة الصين على ضبط النفس في تعاملها مع المظاهرات, كما طالب الناطق باسم خارجيتها شون مكورماك بكين بفتح حوار مع الدالاي لاما. وفي ختام قمة لدول الاتحاد الأوروبي ببروكسل، دعا المجتمعون الصين إلى ضبط النفس وأعربوا عن قلقهم إزاء الأوضاع الإنسانية في التبت التابع للصين منذ 57 عاما. وأوضحت سلوفينيا التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد أن مداولات أجريت للخروج ببيان موحد إزاء ما جرى في التبت. يذكر أن أعمال العنف هذه تأتي قبل خمسة أشهر من دورة الألعاب الأولمبية في بكين، ما يجعل الحكومة الصينية التي تتعرض لضغوط في مجال حقوق الإنسان، في وضع صعب حسب مراقبين. وقال مدير مكتب الجزيرة في بكين عزت شحرور إن تيارا جديدا برز مؤخرا في الصين يطالب بعدم تقديم أي تنازلات أمام الضغوط الدولية. وأضاف أن هذا التيار يذهب إلى حد القول إنه إذا كانت الألعاب الأولمبية سيكون لها انعكاسات سلبية على وحدة الأراضي الصينية (فلتذهب إلى الجحيم). في سياق متصل أفادت بضع وكالات سياحية في مدينة شينغدو (جنوب غرب)، أن إقليم التبت أقفل أمام السياح الأجانب في الصين بعد الاضطرابات. وقال وو يونغجي الذي يملك وكالة سفر تتخذ من لاسا مقرا لها إن (السياح الأجانب لا يمكنهم المجيء إلى لاسا، والسلطات لم تعد تمنح تصاريح).