هبطت في مطار مقديشو ظهر أمس الثلاثاء طائرتان تقلان قوات أفريقية من أوغندا وبوروندي، وفق ما أفاد مصدر حكومي صومالي . وتأتي هذه التعزيزات العسكرية الأفريقية الجديدة بعد يوم من موافقة الاتحاد الأوروبي على تشكيل بعثة لتدريب القوات الصومالية، في حين أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية عزمها لقاء الرئيس الصومالي الأسبوع المقبل. وكان الرئيس الانتقالي للصومال شريف شيخ أحمد قال أمام أعضاء البرلمان الصومالي بمقره المؤقت شمال مقديشو أمس إن القوات الأفريقية التي وعد الاتحاد الأفريقي بإرسالها للصومال ستكتمل قريبا، مشيرا إلى أنها تنتشر حاليا في مواقع محددة أبرزها المطار والميناء الرئيس بالعاصمة إضافة لمقر الرئيس. وكان الاتحاد الأفريقي وافق على إرسال 8000 من قواته إلى الصومال لمساعدة الحكومة الصومالية الانتقالية. كما تأتي هذه التعزيزات في وقت علمت فيه مصادر موثوقة من مصادر أمنية وشهود عيان عن اكتشاف قوات حركة الشباب المجاهدين المعارضة نفقا سريا يحوي أسلحة وذخائر ضخمة في ضاحية دينيلي غربي مقديشو. وأشارت المصادر إلى أن الأسلحة التي عثر عليها تعود إلى أحد زعماء الحرب السابقين وأحد المؤسسين لما يسمى (تحالف محاربة الإرهاب) الذي خاض معارك دامية مع المحاكم الإسلامية قبل ثلاثة أعوام. كما أكدت هذه المصادر للجزيرة نت أن النفق فيه أسلحة مضادة للطائرات وأسلحة محمولة على الكتف إضافة إلى ذخائر يمكن لأصحابها خوض معارك العصابات (حرب عصابات) لأكثر من شهر، لكن لم يصدر أي تعليق من حركة الشباب المجاهدين. في تطور متصل تسود منذ ليلة أمس الأول العاصمة الصومالية حالة خوف شديد وسط أصوات إطلاق نار وانفجارات تهز أرجاء مختلفة من المدينة. وأشار شهود عيان إلى وقوع اشتباكات كثيفة تخللتها عدة انفجارات كبيرة بين مقاتلين يعتقد بانتمائهم للحركات المسلحة والقوات البوروندية المتمركزة بجامعة الأمة وكلية جالسياد العسكرية غربي مقديشو، كما سمع دوي عدد من الانفجارات أعقبها إطلاق نار متقطع في أحياء بنادر وبولحوبي جنوبي المدينة. وتحدث مسؤولون حكوميون للجزيرة نت عن إمكانية حدوث ما وصفوها بهجمات استفزازية فاشلة من جانب المعارضة في الأيام المقبلة على مناطق تتواجد فيها القوات الحكومية، ورجح الناطق باسم قوات الدراويس (قوات المحاكم الإسلامية سابقا) شيخ عبرساق قيلو أن يكون هدف ذلك إيصال رسالة للإعلام مفادها حدوث مواجهات مسلحة بالعاصمة. وتأتي هذه التطورات بعد يومين من سيطرة القوات الحكومية على بلدوين عاصمة محافظة هيران وسط البلاد بعد اشتباكات في شطرها الغربي مع مقاتلي الحزب الإسلامي الذي أكد انسحابه منها (لأسباب تكتيكية). وجاءت التعزيزات الأفريقية بعد يوم من موافقة دول الاتحاد الأوروبي مبدئيا على تشكيل بعثة لتدريب القوات الصومالية على مكافحة القرصنة و(الإرهاب). وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إن دولا أخرى مثل كينيا ودولا عربية لم يسمها، أبدت اهتماما بالمشاركة في بعثة التدريب التي تحظى بدعم الأممالمتحدة. يذكر أن دول الاتحاد الأوروبي أرسلت قوة لمكافحة القرصنة إلى الشواطئ الصومالية، وكانت الأممالمتحدة قد دعت في وقت سابق من الشهر الحالي إلى تقديم دعم عسكري عاجل للحكومة الصومالية.