ندرك بكل وضوح وصدق أن ما يسمى لدينا بالواسطة هي من أخطر عملية التواصل الاجتماعي بين المجتمع والمسؤول لأنها تسلب الحقوق الكلية لكثير من الناس من أصحاب الحق وتعطي الحق لفرد واحد أو مجموعة أفراد على حساب آخرين هم الأحق. لذلك نقول إن الواسطة في حقيقة الأمر تعد من أهم المعوقات الخطيرة في جسم المجتمع السليم وهي ضد الحق ومصالح الكل من مكونات المجتمع الذي ينشد حفظ حقوقه والتعامل بشفافية وعدل مع مطالبه في الحياة ولا يجب أن تسود عملية الواسطة في مجتمع حي يرغب تلبية مطالبه الحياتية دون تهاون في ظل سيادة حقوق الإنسان المطلب الأول لدى جميع شعوب الأرض. لهذا يجب الالتزام بمعيار التكافل الاجتماعي الاسلامي الذي سبق قوانين حقوق الانسان، وعلينا في الحقيقة تطبيق النظام الصارم ضد الواسطة في جميع الأجهزة الرسمية والأهلية لأننا دولة قامت ولا زالت تقوم على تطبيق مبادىء الدين الإسلامي السمح في جميع مرافق حياتنا. والواسطة ليست من المبادىء الاسلامية لأنها تمثل عناصر المحسوبية والاقليمية والقبلية والعرقية ونحن دولة واحدة وحدها الموحد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - ولا مكان لدينا لشق وحدة المجتمع السعودي والواسطة تمثل بقوة استمرار الحقد والبغضاء بين أفراد المجتمع الواحد الموحد، فقد حان الوقت لرفض الواسطة بكل أنواعها وأشكالها ولا ينبغي أن يبرر العمل بها تحت مسميات منها الشفاعة أو غيرها وهي تخص أهل الحق دون غيرها. ونجد الواسطة تأخذ ولا تعطي عندما يكون الحق للطالب المتفوق الذي يتقدم من أجل قبوله في جهة ما ويأخذ فرصته لمن هو أقل منه قدرة كذلك الموظف المؤهل الذي يحل محله آخر غير مؤهل وهذا يؤثر على العمل الخدمي لعدم القدرة على الأداء من شخص أخذ عملاً لا يستحقه وبذلك يصبح الضرر على المجتمع مزدوجاً سلب حق المستحق وانعكاس سوء الأداء على خدمات الأمة كما نجد آثار الواسطة السلبية موجودة في جميع حياتنا ضمن منظومة الأعمال الأخرى في الدوائر الرسمية وغيرها حتى لدى الباعة البسطاء وغير ذلك كثير فمتى نتخلص من الواسطة ونرفضها في حياتنا العامة والخاصة حتى لا يلهث الجميع وراء الواسطة أظن ذلك يتم عن طريق سن قوانين صارمة تلزم الجميع بتركها ومن ثم بعد ذلك يتم اختفاء هذا البعبع المخيف المسمى الواسطة عندما ندرك أننا أمة تعمل مع أمم الكوكب الأرضي بردم وإخفاء ما يعرقل المسيرة الصحيحة نحو بناء الإنسان السعودي نحو ميدان التنمية البشرية الحقة وإعطاء كل مواطن حقه المستحق له دون واسطة وهذا هو مقياس الحق والعدل والإنصاف. والله الموفق والهادى إلى الحق الأبلج.