تجتاح العالم العربي والإسلامي ظاهرة السحر، والدجل، والشعوذة، وبعد كل يوم وآخر نكتشف عدداً من لصوص المال والأعمال، وهم ينصبون شباكهم حول عدد من أبناء المجتمع (ذكوراً واناثاً) والأغرب أن هذه الشريحة أغلبها من ما يقال عنهم المثقفون، المتعلمون، كيف تم النصب عليهم، ولماذا هم الفئة المستهدفة؟ ولمَ يغيب الوعي عن هذه المجموعة؟ وكيف يتم تغييبهم، بملايين الريالات، والألوف يقدمها هؤلاء طوعاً من أجل جرعة دواء شعبية كاذبة، أو من أجل استثمار كاذب في غير محله. والأغرب في هذا الشأن تكرار هذه الأعمال الاجرامية وفي مختلف المدن والمناطق، والقرى، حتى أن بعضاً من هؤلاء المجرمين من غير السعوديين وقد تقرأ عن فرار احدهم الى بلده ومعه الملايين من الريالات، كيف حدث هذا؟ ومن أين؟ ومن الذي ساهم في تسهيل مهمته؟ وآخر بدافع الاستثمار والشراكة الوطنية ضحك على الشريك المواطن، ونهب أمواله وأموال الناس وذهب من غير عودة؟! وقد يحدث العكس لمواطن نهب أموال شريحة من المجتمع بغرض الاستثمار، وفر الى الخارج؟. والأدهى أن الناس تعاود الاستثمار، ويستمر عامل النهب والنصب، ونعود نتألم ونشتكي ونتضجر ونحكي ونضرب أخماساً في بعضها، وتضيع فرص العمر، وكأن هؤلاء الناس لا يعتبرون لما حدث من السابق؟ ولا يقرأون الاحداث؟! وتستمر هذه الظاهرة ولا أعلم هل نحتاج الى مزيد من الوعي ومزيد من القراءة ومزيد من الحذر؟. الغريب جداً ظاهرة (الكفالات) واستمرارها من أقرب الناس اليك يطلبك لكفالة مالية، تسديد أقساط منزل، سيارة، مشتريات عديدة، او سلفة.. الخ، وأنت تتحمل الوزر والعقوبة والتسديد وكأن الناس او بعض هؤلاء من الناس ضاعت آفاق دينهم، وفقدوا الاحساس بالخالق وعذاب الآخرة، بل واعتمروا قبعة سوداء في حياتهم، لان نظرتهم باعدت بين القيم الحميدة التي كان من المفترض ان تتأصل في بناء المجتمع المعتدل. أمثال هؤلاء النهازين ومستمرئي الرشوة نجدهم في المكاتب، في بعض الصحف، وفي وكالات السيارات وفي المتاجر يتاجرون بالفساد ويكسبون المال في غير حلال، ويتطاولون في استمرار الغش واستمرار الزيادة في اسعار السلع الضرورية للحياة وفي استمرار الزيادة في اسعار المركبات بكل أنواعها ويأكلون ويمرحون مع اسرهم لأنهم وجدوا من يرفع من قدرهم وهم لا قدر لهم وللأسف الشديد. انها مجموعة من الأعمال الاجرامية والاستثمار في غير محله مستمر وسيظل النصب والاحتيال لغة بعض هؤلاء النهازين طالما فقدوا القيم والدين. إن من مصادر الوعي انك تتوهم بانك تسير في خط سليم ولكنك تتجاهل تصرفاتك تجاه نفسك، وتجاه مجتمعك، رغم وجود الأمان المجتمعي، الا ان الأمان الذاتي ضاع وسط الزحام والدجل وسوء المواجهة ووضع الحلول الانسانية بعيداً عن التقييم. ترى ماذا علينا تجاه لصوص المال والأعمال؟!.