استقالت سارة بالين (45 عاما) في خطوة مفاجئة، من منصبها حاكمة لألاسكا الأميركية، وقالت إنها لن تتنافس على حكم الولاية مرة ثانية في انتخابات 2010، مما يفتح الباب أمام احتمال تقدمها لمقعد الترشيح الجمهوري في الاقتراع الرئاسي ل2012 في ضوء استطلاع أظهر حظوظها وافرة في هذا الاتجاه. وقالت بالين أمس في مؤتمر صحفي مستعجل في مقر إقامتها في واسيلا في ألاسكا إن قرارها اتخذ منذ فترة غير قصيرة، وإنها تريد أن يكون لها (تأثير إيجابي في اتجاه التغيير من خارج الحكومة). واعتبرت أنه ليس انسحابا لكنه تقدم (في اتجاه مختلف). وستستقيل بالين رسميا من منصبها في 26 من الشهر الحالي، ويحل محلها نائبها سين بارنل. وفازت بالين في 2006 بمنصب حاكمة ألاسكا، ولولاية من أربع سنوات، ضد الجمهوري آندرو هالكرو، وكانت أصغر من تقلد المنصب، وهو منصب حققت فيه شعبية كبيرة وبلغت معدلات الثقة فيها أحيانا 80%. وخاضت بالين حملتها للفوز بمقعد حاكم ألاسكا بالتركيز على محاربة الفساد، لكنها وجدت نفسها في قفص الاتهام. ، وكانت إحدى التهم سوء استغلال النفوذ، وهي تهمة برأت منها في النهاية. وخرجت بالين العام الماضي إلى أضواء الشهرة بعد أن اختارها جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري، نائبة له في حملته للفوز بالرئاسة الأميركية. وحازت بالين بعفويتها رضا عدد كبير من قاعدة الحزب الجمهوري خلال الحملة، لكنها كانت أيضا محط انتقادات من الديمقراطيين وحتى الجمهوريين عابوا عليها قلة إلمامها بأمور السياسة وهفوات ارتكبتها في لقاءات تلفزيونية، وإسرافها في الإنفاق على ملابسها. وتأتي استقالة بالين في وقت يواجه فيه الحزب الجمهوري هزات مستمرة منذ خسارته الرئاسة، وفقدانه السيطرة على الكونغرس. وهزت الجمهوريين الأسابيع الأخيرة سلسلة فضائح بعضها أخلاقي شهد مثلا الشهر الماضي استقالة أحد أعضائهم البارزين من قيادة الحزب في مجلس الشيوخ بعد إقراره بارتباطه بعلاقة غير شرعية بامرأة تعمل في مكتب حملته، هي زوجة أحد مساعديه. لكن قرار بالين بعد التقدم لولاية ثانية حاكمةَ لألاسكا ربما مهد لخوضها حملة الفوز بمقعد ترشح الحزب الجمهوري، خاصة أن مرشحين سابقين لانتخابات الرئاسة أقدموا على خطوات مماثلة. وأظهر استطلاع لشبكة (سي أن أن) مطلع الشهر الماضي أن بالين تزاحم حاكم ماساشوستس ميت رومني والحاكم السابق لآركنساس مايك هاكابي في فرص الفوز على مقعد الترشيح الجمهوري.