واصل الملتقى الأول لأمراض الجلد والأظافر والعدوى عن طريق اللمس أعماله أمس في محافظة جدة بحضور أكثر من 100 طبيب وباحث ومهتم لمناقشة الأمراض التي تنتقل عن طريق اللمس واستخدام الأدوات الملوثة في صوالين الحلاقة ومشاغل التجميل النسائية وذلك في قاعة اسماعيل ابو دواد بالغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة. وشدد المشاركون في الملتقى على انفلونزا الخنازير الذي تعد من أهم الأمراض المعدية التي يمكن ان تصيب الأصحاء من جراء لمس الأدوات الغير نظيفة وإعادة استخدامها مرة أخرى دون تعقيمها مشيرين إلى ضرورة استخدام الأدوات لمرة واحدة والعمل على أخذ الاحترزات لمنع نقل فيروس انفلونزا الخنازير خاصة في أيام الحج حيث تكثر الصوالين الخاصة بالحلاقة والتي لا بد ان تخضع لرقابة صحية مركزة وصارمة منعا لنقل الأمراض الوبائية بما فيها أمراض الكبد الوبائي والأمراض الجلدية وأمراض الدم المعدية. وطالب استشاري الأمراض المعدية رئيس طب المجتمع والرعاية الصحية في جامعة ام القرى بمكة المكرمة الدكتور هاني عبدالعزيز جخدار بمنح المصابين بانفلونزا الخنازير اجازة مرضية لمدة خمسة أيام باعتبارها الفترة التي يظل فيها الفيروس ملازما للمصاب حتى لاتنتقل العدوى إلى بقية زملائه في العمل. وتناول جخدار في الجلسة العلمية الثالثة للملتقى أمراض الكبد الوبائي التي تعد من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق اللمس والأدوات الملوثة والجروح الناتجة عن استخدام أدوات الحلاقة في الصولين ومشاغل الخياطة النسائية. وأكد جخدار على ان الكبد الوبائي يعد من الفيروسات التي تنتقل من نقل الدم والمخالطة بين طلاب المدارس وزراعة الأعضاء. ولفت إلى ان عدد المصابين بفيروس الكبد الوبائي في العالم وصل إلى ملياري شخص في العالم منهم 400 مليون شخص يحملون الفيروس في الدم بشكل مزمن وان الفيروس يتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنويا. عقب ذلك طرح استشاري الأمراض الجلدية الدكتور سمير زمو ثلاثة أنواع من الأمراض التي يمكن ان تنتقل بصورة سريعة عن طريق اللمس مصنفا هذه الأمراض إلى أمراض ذات صلة بالأمراض البكتيرية ومنها التهاب بصيلات الشعر والأمراض الفيروسية ومنها الآثاليل والهربس الملساء المعدية والتهابات الكبد الوبائي إلى جانب أمراض الفطريات ومنها سعفة الرأس القوباء والقمل والليشمانيا. ونفى الدكتور زمو ان تكون أمراض الثعلبة الموضعية وأمراض فتلة الشعر والصلع الهرموني الوراثي وحب الشباب والقشرة والاكزيما الدهنية من الأمراض الجلدية المعدية. وحذر استشاري الأمراض الجلدية من تخلص بعض الحلاقين من أدوات الحلاقة بطريقة غير آمنة خصوصا في فترة الحج حيث يتساهل الكثيرون في رمي أمواس وشفرات الحلاقة بعد استخدامها على الأرض غير مدركين المخاطر التي قد تحدثها ومنها نقل الأمراض المعدية.وأشار زمو ان المخاطر لا تقتصر على أدوات الحلاقة وانما تطاير الشعر ينقل الكثير من الأمراض.وطالب الجهات المختصة بفرض قوانين صارمة من اجل الاهتمام بالنظافة في صوالين الحلاقة والمشاغل النسائية والتخلص من الأدوات الملوثة بطريقة آمنة ووفق الاشتراطات الصحية. وتحدث الدكتور زمو عن خطورة الأمراض التي تنتقل عن طريق العدوى مبينا انه يمكن الوقاية من الأمراض متى اتبعت الطرق السليمة للمحافظة على الصحة العامة مؤكدا على أهمية تظافر الجهود المجتمعية من اجل الوصول إلى مجتمع صحي سليم خالي من الأمراض . وبين استشاري طب وجراحة القدم والكاحل الحاصل على البورد الأمريكي في تقرحات القدم السكري الدكتور خالد محمد ادريس ان من أبرز الأمراض التي تنتقل باللمس تلك الأمراض التي تنتج من قيام بعض المشاغل بعمل طبيب الجلد في تنظيف الأظافر وبعض الأمراض الجلدية الخاصة بالقدمين واليدين. وأشار الى أن راحة الجسم تبدأ من راحة القدمين بالرغم من أنها أقل أجزاء الجسم في الاهتمام والعناية. وأكد أن أمراض القدمين قد تصبح مزمنة ومؤلمة في حالة الإصابة بها خاصة إذا كانت في الأوعية الدموية والأعصاب والانحرافات في زوايا المفاصل أو في الأظافر إلى جانب القدم السكرية التي عادة ما يعاني منها مرضى السكري من انسداد الشرايين واعتلال في الأعصاب وتقرحات في الجلد. وأشار إلى أن أطباء مرضى السكر ينصحون مرضاهم بعدم تقليم الأظافر والبثور وتنظيف الجلد الناشف بأنفسهم ومراجعة مراكز متخصصة وعدم اللجوء إلى من لا يملكون الخبرة العلمية حتى لا تحدث لهم المضاعفات التي يعاني منها الكثيرين. وشدد على أن استخدام بعض المراكز العشوائية معدات غير معقمة ودون أسس علمية وكفاءات مدربة قد يؤدي إلى التهابات فطرية يصعب علاجها في المستقبل. وعقب الجلسة الثالثة للملتقى أوضح رئيس اللجنة المنظمة سامي ادريس ان المنتدى سوف يسلط اليوم في ختام اعماله الضوء على الأنظمة واللوائح والمعايير الصادرة من الجهات المختصة والتي تضبط العمل بمراكز التجميل والمنتجعات الصحية مشيراً إلى ان المنتدى يتواكب مع البرامج التوعوية التي نفذتها وزارة الصحة لمختلف شرائح المجتمع وفي شتى المجالات التي تهم الإنسان وصحته. وبين ان مراكز التجميل والمشاغل النسائية تعد إحدى أهم الأماكن التجارية التي ترتبط بالمجتمع من خلال كثرة مرتاديها وزوارها مما يتطلب وجود ضوابط صحية تضمن عدم انتقال العدوى وانتقال الأمراض الوبائية الخطيرة عن طريق الممارسات الخاطئة التي تنتهجها هذه المراكز. وبين ان اللجنة المنظمة قامت بتوزيع استمارات على كافة الشرائح المجتمعية والحضور لمعرفة نسبة من انتقل اليهم مرض معدي بسبب استخدام أدوات ملوثة أو بعد مراجعة صوالين الحلاقة والمشاغل النسائية. ودعا إلى ضرورة وجود العاملات المتخصصات والمدربات من اجل حماية المجتمع من الأمراض المعدية التي يمكن ان تنتقل من خلال الممارسات الخاطئة دون إشراف طبي بالإضافة إلى إنشاء معاهد متخصصة تمنح دبلومات معتمدة من وزارة الصحة من اجل إعداد كوادر من المتخصصين والمتخصصات في مجال علاجات البشرة وتحت إشراف طبي. وأعرب عن أمله في ان يخرج الملتقى بتوصيات تسهم في الحد من انتقال الأمراض المعدية إلى الأصحاء.