ارتفع عدد قتلى انفجار الشاحنة الملغمة قرب مدينة كروك شمالي العراق أمس الأول السبت ليتجاوز سبعين قتيلاً مع اكتشاف مزيد من الجثث تحت الأنقاض، يأتي ذلك بينما تسلمت القوات العراقية من الجيش الأميركي قاعدة عسكرية في مدينة الصدر. فقد نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين في الشرطة ومستشفى مدينة كركوك -اشترطوا عدم ذكر أسمائهم- أن حصيلة ضحايا انفجار الشاحنة التي انفجرت في بلدة تازة قرب مدينة كركوك وصلت إلى 72 قتيلا ونحو 202 جريح وذلك بعد انتشال مزيد من الجثث من تحت الأنقاض. وكانت مصادر في الشرطة ذكرت أن شاحنة مفخخة بعدة أطنان من المتفجرات انفجرت قرب مسجد للشيعة في بلدة تازة ذات الغالبية التركمانية والواقعة جنوب مدينة كركوك، وقد أدى الانفجار إلى هدم نحو ثلاثين منزلاً. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، إلا أن أصابع الاتهام تتجه نحو تنظيم القاعدة أو جماعات مسلحة ما تزال تنشط في شمال العراق. وبدا أن الانفجار الذي وقع بعد ظهر أمس جاء ردا على تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي الذي وصف قبل الانفجار بساعات الانسحاب الأميركي من المدن والبلدات العراقية قبل الموعد النهائي نهاية الشهر الجاري ب(الانتصار العظيم). وتوقع المالكي في اجتماع لزعماء التركمان تصاعد الهجمات المسلحة في الفترة المقبلة, لكنه قال إن أجهزة الأمن لن تسمح بتضييع ما سماها المكاسب الأمنية. ودعا العراقيين إلى توقع ذلك. وقد دان الرئيس العراقي جلال الطالباني بشدة الانفجار، وقال في بيان نشر على موقع الرئاسة العراقية مساء أمس إن هذا العمل يهدف إلى (زعزعة الاستقرار وتعويق الجهود الرامية إلى توحيد القوى التركمانية والعراقية عامة في إطار حوارات أخوية تحت مظلة الوطن الواحد). من ناحية ثانية سلم الجيش الأميركي أمس للقوات العراقية السيطرة على قاعدة في مدينة الصدر بالعاصمة العراقية والتي كانت تعتبر معقلا للزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر وساحة قتال سابقة كبيرة للقوات الأميركية. وقال الجيش الأميركي إنه تم تسليم أكثر من مائة قاعدة عسكرية أميركية إلى قوات الأمن العراقية قبل موعد 30 يونيو المحدد في الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن العام الماضي والذي يتعين على القوات الأميركية أن تكون انسحبت مع حلوله من المراكز الحضرية العراقية. على صعيد آخر عبرت الحكومة البريطانية عن خشيتها من مقتل اثنين من الرهائن البريطانيين الذين كانوا خطفوا قبل عامين وذلك بعد أن سلمت الحكومة العراقية جثتين إلى مسؤولين بريطانيين في العراق، بينما ما يزال مصير ثلاثة آخرين في (خطر كبير). وقال وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند إنه لم يتم بعد التحقق رسميا من هوية الجثتين لكن أسر الرهائن (يخشون حدوث الأسوأ). وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن ما لديهم من معلومات يشير إلى أنه تم تسليم الجثتين إلى السلطات البريطانية الليلة الماضية، معربا عن اعتقاد الحكومة بأن الجثتين ترجعان لاثنين من الرهائن البريطانيين. وكان مسلحون اختطفوا البريطانيين، وهم خبير الحاسوب بيتر مور بالإضافة إلى حراسه الشخصيين الأربعة، من داخل مبنى وزارة المالية العراقية في غارة في بغداد في مايو 2007. وفي الإطار الميداني أعلن الجيش الأميركي أن أحد جنوده قتل في حادث (غير قتالي) في العراق، دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. كما قالت الشرطة العراقية إن ثلاثة من أفرادها قتلوا في هجوم بسيارة مفخخة استهدف دوريتهم أمس الأول السبت في منطقة الكرامة غرب بغداد. وذكرت الشرطة أن طفلاً قتل وجرح ثمانية آخرون بينهم ضابط كبير في الشرطة العراقية أمس في قصف بقذيفتي هاون استهدف منزلاً ومركزاً للشرطة في مدينة الرمادي غربي بغداد. بينما قتل مسلحون أربعة أشخاص بينهم امرأتان في سلسلة حوادث متفرقة شهدتها مدينة الموصل شمال العراق أمس الأول السبت.