نددت وزارة الأسرى في الحكومة الفلسطينية المقالة بالدعوة التي وجهها الصليب الأحمر الدولي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للسماح للجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة بالاتصال (المنتظم) بعائلته، في وقت لم يستطع الصليب الأحمر أن ينقل رسائل من أهالي الأسرى الفلسطينيين من القطاع لأبنائهم داخل السجون الإسرائيلية. وقالت الوزارة في بيان صحفي (في الوقت الذي يطالب فيه الصليب الأحمر الدولي بهذه المطالب يقف عاجزاً عن إعادة برنامج الزيارات لأسرى قطاع غزة الذين حرموا من زيارة عائلاتهم بشكل متواصل منذ أكثر من عامين ما أثر على أوضاعهم المعيشية والنفسية بشكل سلبي). وكانت إسرائيل ألغت منذ يونيو 2007 من جانب واحد برنامج الزيارات التي ينظمها الصليب الأحمر لأقارب أسرى القطاع في سجونها مما حرم أقارب حوالي تسعمائة أسير فلسطيني من الالتقاء بهم منذ ذلك التاريخ. وأضافت الوزارة (كذلك لم يستطع الصليب أن ينقل رسائل من أهالي الأسرى الفلسطينيين من القطاع لأبنائهم داخل السجون وادعى في أكثر من مناسبة أنه لا يستطيع أن يمارس أي ضغط على الاحتلال في هذا الجانب). وكان الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر قام مؤخرا أثناء زيارته لغزة بتسليم حماس رسالة للجندي الأسير جلعاد شاليط من أسرته. وذكرت حماس أنها ستبحث تسليم الرسالة إذا كانت هذه الخطوة سوف تساعد في تحقيق تبادل للأسرى مع إسرائيل. وقد اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أن تلك الرسالة (لا يمكن أن تكون بديلا عن الاتصالات المنتظمة وغير المشروطة مع عائلته والتي تعتبر من حق جلعاد شاليط وفق القانون الدولي) وطالبت بالسماح لها بزيارة شاليط، وقالت إنه منذ أسره لم يلتق بممثل للصليب الأحمر. واستنكرت وزارة الأسرى سعي المؤسسات الدولية للاطمئنان على أسير إسرائيلي واحد لدى الفلسطينيين والمطالبة بالسماح بزيارته وإرسال الرسائل له في الوقت الذي لا يعنيهم السؤال عن أوضاع 11 ألف أسير فلسطيني. ودعت المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية إلى وقف سياسة الكيل بمكيالين، مطالبة حركة حماس بعدم تلبيه أي مطالب تخص الجندي الإسرائيلي دون مقابل بتحسين شروط حياة الأسرى الفلسطينيين. يذكر أن حركة حماس وفصيلين فلسطينيين يأسرون شاليط منذ يونيو 2006، بينما يوجد في السجون الإسرائيلية ما يزيد على عشرة آلاف أسير فلسطيني.