كنت من أشد المعجبين والمحبين للبرنامج التلفزيوني فكر واربح للإعلامي الكبير الدكتور عمر الخطيب فقد كان البرنامج واحة من المعلومات الثقافية التي كان ينجح في تقديمها الدكتور عمر الخطيب رحمه الله ويضفي عليها بروحه وثقافته وقدراته المتفوقة الكثير من الألق والنجاح. وظل برنامج (فكر واربح) ناجحاً.. متفوقاً.. على مدار السنوات الطويلة التي كان يصافحنا خلالها متنقلاً بين عدد من القنوات التلفزيونية لم يضعف.. ولم يصبه الوهن.. ولا الجفاف.. بل كانت تزيده السنوات توهجاً وتثبتاً في وجدان وعقل المشاهدين. وقبل سنوات قليلة بدأنا نشاهد برنامج (من سيربح المليون) للإعلامي الأنيق جورج قرداحي من خلال قناة ال MBCورغم أن البرنامج بالطبع لم يرتق إلى مستوى برنامج فكر واربح إلا أنه كان أيضاً من البرامج الجيدة والناجحة التي ارتبط بها المشاهدون بإعجاب وحب. لكن قناة ال MBC أوقفت برنامج من سيربح المليون وبدأت تقدم (القوة العاشرة) لجورج قرداحي نفسه غير أن البرنامج سقط سقوطاً مريعاً ولم تحمه أناقة وكفاءة جورج قرداحي وشخصيته المتميزة حيث اعتمد البرنامج على أسئلة من نوع غريب وعجيب حيث يطلب البرنامج تحديد النسبة الخاصة بالاجابة على السؤال!!. واذا تأملنا الأسئلة فهي ليست اضافة ثقافية للرصيد المعرفي لدى المشاهدين.. بل أنها تثير عجبه ولا أقول سخريته!! على طريقة : كم نسبة العرب الذين يستخدمون الملعقة في تناولهم للأكل!! أو كم نسبة العرب الذين يفضلون الجوارب البيضاء عن الألوان الأخرى!! أو كم نسبة العرب الذين يستمعون إلى المذياع من الواحدة وحتى الساعة الثانية فجراً!! وهكذا. وبالتأكيد فإن هذا النوع أو اللون من الأسئلة من غير المعقول التسليم بأن هناك احصاءات موثقة من أي جهة يمكن الاعتماد عليها عندما يعن لنا أن نطرح مثل هذه الاسئلة التافهة والمثيرة للصداع!!. وقد أصبحت أسئلة البرنامج مجال تندر عدد كبير من المجالس ومن الذين تابعوا هذا البرنامج لعله يرتقي لما يتطلعون اليه.. لكن ذلك لن يحدث ومازال البرنامج غارقاً في اسئلته ومحاولة إيهام المشاهدين والضحك عليهم بأن هناك جهات تعنى بتقديم الاحصاءات الدقيقة والصائبة لموضوعات ربما لا تستأهل حتى تداولها على سبيل النكتة!!. ولاننا نحب ال MBC . ولأننا نحب جورج قرداحي كمذيع لامع وأنيق ومثقف فإننا نتمنى أن يبادر هؤلاء إلى ايقاف البرنامج فلا يليق الاستمرار في تقديم هذا النوع من الضحك على الذقون!! أو على الأقل هذا النوع من البرامج الماسخة التي ليس لها لون.. ولا طعم.. ولا رائحة!!. وأغلب الظن أننا بمتابعة الانتقادات الكثيرة التي بدأنا نقرأها في الصحافة بشكل دائم عن هذا البرنامج كافية للتدليل على الاخفاق المريع لهذا البرنامج!!. آخر المشوار قال الشاعر: ارجع كما أنت صحواً كنت أم مطراً فما حياتي أنا إن لم تكن فيها؟!