نظّمت مؤخرا الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون ( تاكسا ) بالتعاون مع جامعة غازي بأنقرة ندوة عن واقع التعاون التركي العربي وآفاقه ، برحاب الجامعة ، افتتح أعمالها كلّ من مستشار رئيس الجمهورية التركية لشؤون الشرق الأوسط السيد أرشاد هرمزلو ورئيس مجلس السفراء العرب ، سفير سلطنة عمان لدى تركيا السيد محمد ناصر الوهيبي بحضور سفراء كلّ من السعودية ، مصر ، الجزائر ، اليمن ، والبحرين وعدد من ممثلي السفارات العربية ، وبرلمانيين أتراك ، وجمع من الأكاديميين والاعلاميين وممثلي منظمات مدنية واقتصادية وطلاّب الجامعة . و أكّد مستشار رئيس الجمهورية التركية لشؤون الشرق الأوسط السيد أرشاد هرمزلو في كلمته على أنّ توجّه تركيا نحو محيطها العربي والاسلامي هو خيار دولة وليس مرتبطا بحكومة معينة في أنقرة . و اعتبر رئيس مجلس السفراء العرب السيد محمد ناصر الوهيبي في كلمته أنّ منتدى التعاون التركي العربي الذي تمّ الاعلان عن تأسيسه في اكتوبر 2008 يشكّل فضاءا مهمّا لتنمية التعاون بين الأتراك والعرب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها . و عرضت الندوة ورقات تناولت الأبعاد الاستراتيجية في التوجهات التركية نحو البلدان العربية و الدور الاقليمي لتركيا . وسياستها تجاه الشرق الأوسط لاسيّما جهودها في عملية السلام في المنطقة قدّمها الدكتور سرهات أركمان الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية بأنقرة ، بالاضافة إلى البحث في الآليات المتاحة لتحقيق الشراكة الاقتصادية الفاعلة بين الطرفين قدّمها الدكتور محمد مصطفى الأحمدي ، الخبير الاقتصادي المغربي . وعرض الدكتور محمد العادل رئيس الجمعية التركية العربية ورقة عن أهمّية تفعيل التعاون التركي العربي في مجالات العلوم والثقافة والاعلام والمجتمع المدني لبناء الشراكة الحقيقية التي تساهم في حركة التنمية الشاملة لدى الجانبين. و أكد المشاركون في الندوة على الأهمّية الاستراتيجية لتوجه تركيا نحو محيطها العربي والاسلامي ودورها الاقليمي الذي أصبح مرحّبا به من قبل دول المنطقة وشعوبها. و عبّر المتحدثون في الندوة عن تأكيدهم بأن رسالة اللّغة والثقافة والفنون تعتبر أداة حوار مهمة بين الشعوب وبالتالي يفترض أن تعطى الأولوية في تفعيل التعاون بين الأتراك والعرب ، مؤكّدين على ضرورة إشراك هيئات المجتمع المدني التركي والعربي في مسيرة بناء الشراكة بين الطرفين . و أشاد الدكتور محمد العادل رئيس الجمعية التركية العربية في كلمته بالمبادرة التركية لإطلاق فضائية ناطقة باللغة العربية ، ودعا البلدان العربية إلى ضرورة العمل على إطلاق فضائية عربية ثقافية ناطقة باللغة التركية ، مؤكّدا على أهمية تفعيل التعاون الاعلامي بين الأتراك والعرب حتى لا يترك المجال للمؤسسات الاعلامية الوسيطة . وقد خرجت ندوة التعاون التركي العربي :الواقع والآفاق ، بالتوصيات التالية : - التأكيد على أهمّية الحوار التركي العربي وضرورة مواصلته عبر الآليات المختلفة. - التركيز على العمق الاستراتيجي في العلاقات التركية العربية بما يخدم مصالح الطرفين ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة . - العمل على إقامة شراكة اقتصادية متكافئة بين الطرفين من حيث التبادل التجاري والاستثمار المشترك ونقل التكنولوجيا والاستفادة من الخبرات. - ضرورة العمل على تنمية الشراكات العلمية بين المؤسسات الأكاديمية والهيئات الثقافية ومراكز البحوث والدراسات. - العمل على نشر اللغتين التركية والعربية وتفعيل وفتح المراكز الثقافية وتنشيط حركة الترجمة . - التأكيد على أهمية إشراك هيئات المجتمع المدني لدى الطرفين في التقدّم بمسيرة التعاون التركي العربي وتحقيق الشراكة بين الجانبين . - الدعوة إلى عقد مؤتمر تركي عربي يبحث في إعداد استراتيجية للتعاون العلمي والثقافي بين تركيا والبلدان العربية.