تعود الناس على أن يتلقوا عن طريق جوالاتهم ربما عشرات الرسائل كل يوم.. ما بين إعلانات تجارية أصبح يرى أصحابها أن رسائل الجوالات هي الأقرب للوصول الى الجميع ما دام أن الجوالات مع كل الناس لا محالة.. وما بين عرض للخدمات الهاتفية وتمكين الجوالات من خدمة أصحابها على نحو واسع. وتضع الاعلانات الأرقام التي يمكن من خلالها التخاطب من أجل الاستفادة من الخدمات التي تعرضها الرسائل.. الى جانب التسويق لكثير من المنتجات على اختلاف ألوانها وأشكالها. لكن الذي لم أفهمه ما تقوم به الاتصالات بعرض بعض الخدمات دون أن يعرض أصحاب الجوالات رغبتهم في الاستفادة من تلك الخدمات فتفاجأ بأن على جوالك رسالة تفيد باعتماد اشتراكك في خدمات معينة دون أن تكون قد طلبت ذلك ابداً. ومن ذلك خدمة ارسال (نكته) في كل صباح وربما في كل مساء دون ان تطلب ذلك بل تكتفي الاتصالات بارسال رسالة لاشعارك بتفعيل تلك الخدمة لصالحك. وأساساً لا ادري لماذا خدمة ارسال النكات لعل الاتصالات تريد أن تكسب ابتسامة منك كل يوم في ظل مشاغلك وهمومك.. لكنك بمتابعة النكات المرسلة يتضح لك بأنها نكات أقل ما يقال عنها (بايخه) و(قديمة) و(ماسخه) فتزيد من نرفزتك وتزيدك اكتئاباً!! على طريقة واحد سأل السوبر ماركت : عندكم ثلج فقالوا له نعم فقال لهم : حار والا بارد!! أو واحد ذهب الى دكتور الأسنان فقال له : تحتاج الى تقويم فبادر المريض الى سؤال الدكتور تقويم هجري أم ميلادي!! وهكذا..!!. ونكات مثل هذه قديمة وبايخه تزيد من تأزم الإنسان وضيقه وتجعله يتساءل بانفعال : من قال لكم اني أحتاج الى خدمة النكات؟! لكن المسألة كما قلنا لكم ليست للإنسان فيها أي خيار بل هي مفروضة عليه حتى اذا ما أرسلت رسالة تطلب فيها ايقاف هذه الخدمة لأنك لا تحتاجها ولم تطلب الاشتراك فيها فانه يتم ايقاف الخدمة لمدة أسبوع مثلا ثم يعاودون معك تفعيلها ثانية وتعود الحكاية من جديد. والواقع ان الناس أصبحت تبدي تبرمها .. وضيقها.. وعدم قبولها لمثل هذا الأسلوب ولهذا فلابد أن تراجع الاتصالات نفسها وأن ترحم مشتركيها من هذا العك الذي قد يقود الإنسان الى كراهيته للجوالات برمتها حتى لا تزيد في نرفزته!!. آخر المشوار قال الشاعر: تقولين في هَمْسٍ ووجهكِ ضاحكٌ ألا ليت هذا الليل لا يتقاصَرُ فماذا دهانا يا مناى.. تكلمي فإنَّ فؤادي.. مذ فقدتكِ.. حائرُ