تشرفت بالمشاركة بورقة عمل في ندوة (دور الأسرة في تعزيز الأمن الفكري لدى الأبناء) والتي اقامتها اللجنة النسائية لكرسي الأمير نايف بجامعة الملك سعود في الفترة من 26 27/3/1430ه وقد اخترت لورقتي عنوان (التشوه الأسري احد معوقات الامن الفكري) لقناعتي بالأثر الذي أحدثته المتغيرات العصرية على الأسرة السعودية والذي ادى بدوره الى ظهور اسر ذات انماط متعددة أثرت حسب الاتجاه الذي اتخذته على أمن الابناء الفكري وقد صنفت الاسرة السعودية الى: 1 اسرة استجابة للجديد التقني والمعرفي وتفاعلت مع ابناءها (اسرة عصرية ايجابية) استطاعت ان ترفع سقف الوعي والاتصال بينها وبين ابنائها وحققت الاتصال الفكري، والنفسي، والعلمي مع ابنائها. 2 اسرة اندفعت وراء الجديد وشكل كل فرد لنفسه مساراً خاصاً بعيدا عن الآخرين (اسرة عصرية سلبية). حيث وفرت لابنائها جميع آلات التقنية الحديثة ومارست معهم التعامل معها دون شراكة أو رقابة فوضعت ابناءها في دائرة التشويش الفكري، والانحراف الأخلاقي، والانفصال الاجتماعي. 3 الاسرة التي لم تستجب لأي جديد واصبح هناك فجوة اجتماعية بينها وبين ابنائها، وبينها وبين المجتمع (أسرة تقليدية قديمة). 4 اسرة تفاعل ابناؤها مع مستجدات العصر ولم يستجب الاباء لها. هذا الوضع ادى الى ظهور جيل من الشباب انطلق خارج الاسرة عن طريق الاصدقاء والاقرباء احياناً الى التعامل مع كل ما هو جديد ودخيل على المجتمع دون ان يعرف الاباء ما وصل اليه ابناؤهم. في ظل هذه الأنماط الأسرية ظهر جيل من الشباب اتسم بصفات منها: 1 شباب مشوشو الفكر لا يعرفون ماذا يريدون. 2 مندفعون بلا حدود. 3 حديثهم تحول الى لغة مختزلة وكلمات متقاطعة. 4 لديهم صعوبة في التفكير وحالات قلق واضطراب. 5 الحيرة تغلف حياتهم فلم يعودوا واثقين من شيء الوالدان لهما ضغوطهما، والمدرسة لها ضغوطها والشارع له ضغوطه، ووسائل الإعلام لها ضغوطها. 6 ليس لديهم قناعة بالحياة ويشعرون بالملل والتأفف من كل شيء. 7 يتحكم فيهم البث الإعلامي فكراً وسلوكاً. 8 ليس لديهم اهداف فهم يعيشون لحظتهم ولا يملكون الشجاعة لتخطيها. مسببات الانحراف الفكري: أولاً : ضعف الثقافة الدينية ثانياً : غياب القدوة. ثالثاً : غياب الرقابة. رابعاً : رفض الموروث الاجتماعي. خامساً : كما أن هناك ،سلسلة من مسببات الانحراف الفكري التي اتفق عليها المثقفون والكتاب والمفكرون ووردت في معظم الادبيات العلمية من أهمها: 1/5 : المشاكل الاسرية (الطلاق العنف الاسري التفريق بين الابناء العناد بين الابويين..). 2/5 : البث الاعلامي. 3/5: التطرف والغلو في الدين والسلوك. 4/5: الفقر والبطالة. وسوف استعرض الاسبوع القادم ملخص ما تبقى من ورقة العمل، لأهمية الموضوع، ولأنني مؤمنة بأن ما يقدم لخدمة المجتمع يجب ان لا يظل حبيس رفوف الجهات العلمية فمن حق المجتمع علينا ان نطرح له ما نقوم به من دراسات لعلنا نساهم بذلك في تحقيق الأمن الفكري لمجتمعنا ونساعد مجتمعنا في تلمس الطرق السليمة في تصحيح بعض المسارات التي قد تغيب عن البعض .