رفع وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أسمى الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على رعايته الكريمة للمؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي تنطلق فعالياته يوم السبت المقبل في جدة تحت عنوان (الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تحقيقه). وقال في مؤتمر صحفي عقده أمس بمكتبه في جدة بمناسبة انطلاق فعاليات المؤتمر : إن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حرص على المشاركة في العديد من المؤتمرات التي تسعى إلى تحقيق الوحدة الإسلامية والعمل على توحيد الصف مشيرا في هذا الصدد إلى مؤتمر إتباع الأديان والثقافات وغيره من المؤتمرات التي شارك فيها رعاه الله ليؤكد أن المملكة العربية السعودية هي مملكة الإسلام منهجا وعطاء . وأضاف: إن خادم الحرمين الشريفين أدى خدمة لا مثيل لها للإسلام والمسلمين حين عمل على التقريب بين الجميع في كل المؤتمرات واللقاءات التي حضرها . وعد استضافة المملكة لهذه المؤتمر الإسلامي في دورته الثامنة دليل على حرصها ورغبتها في احتضان كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين . ولفت وزير الشؤون الإسلامية إلى أن المؤتمر يضم وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية وعدد من المفتين في العالم الإسلامي والدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي . وأبان أن المؤتمر سيناقش موضوعات من أهمها خطة الارتقاء بالمساجد موقعاً ورسالة وخطة إصدار كشاف عن الأوقاف في العالم الإسلامي والتجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني بين الثوابت والمتغيرات ودور الدعوة الإسلامية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية . كما سيناقش المؤتمر موضوع الحوار بين أتباع الأديان والحضارات ومشروع برنامج الوسطية منهج وحياة والتنصير في بلاد المسلمين وتقرير حول تقدم العمل بصندوق الاستثمار في ممتلكات الأوقاف بالبنك الإسلامي وتقرير عن إنجازات المشاريع التنفيذي لتنسيق جهود الدول الإسلامية في الأوقاف . وحول سؤال لوكالة الأنباء السعودية عن ورقة العمل المقدمة إلى المؤتمر عن الارتقاء بالمساجد ودورها في توجيه الشباب من خلال المنبر والمحراب قال : ورقة العمل طويلة وتصب في دور المسجد موقعا ورسالة وكذلك الأنشطة التي ينبغي أن تكون محققة لكل من يرتاد المساجد =. وأكد أن رسالة المسجد هي الدعامة الأساس لبناء الأمة الواحدة في عقيدتها وأخلاقها وآدابها فهو يترجم رسالة الإسلام وهو طريق لجمع الكلمة ووحدة الصف لافتا إلى أن الإسلام جاء ليربي في الأمة العزة / ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين / ويقيمها على التراحم / وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين / وجاء معلنا شعاره / السلام عليكم / فهو شريعة العزة والرحمة والسلام . وشدد معاليه على أهمية تكوين قاعدة معلومات شاملة عن الأوقاف تتضمن حصر وتسجيل جميع الأوقاف في البلدان الإسلامية ليمكن من خلال ذلك حصر وتسجيل جميع البيانات المتعلقة بالأوقاف في العالم الإسلامي بحيث تكون هذه البيانات مشروعاً رائداً ومفيداً في وجود / أطلس كشاف / عن الأوقاف في العالم الإسلامي يوثق ويحصر ويضبط جميع أعيان الأوقاف مبيناً أن المملكة تقدمت بخطة متكاملة في هذا الشأن خلال اجتماعات الدورة التاسعة للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي الذي عقد في الكويت في شهر شوال من عام 1426ه . وحول موضوع التجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني بين الثوابت والمتغيرات قال معالي الوزير آل الشيخ // إننا نتطلع في أعمال وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ونحوها من المؤسسات والهيئات والمجالس والجمعيات الإسلامية إلى أفق جديد رحب نجدد فيه الخطاب الديني في أطره ووسائله وأولوياته ونسعى فيه للإصلاح الشامل للمنطق والعقل والتفكير//. وأشار معاليه إلى أن واقع الخطاب الإسلامي محتاج إلى استشراف المستقبل والخروج من أزمة الواقع بإحياء فقه الأولويات وفقه القوة والضعف وفقه السياسة الشرعية في التعامل والحركة مؤكدا في هذا الصدد أن القرآن الكريم حثنا على الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن وديننا الإسلامي يشرع مخالطة الناس والتعامل معهم أيا كانت اتجاهاتهم على أساس القول الحسن . وأبان وزير الشؤون الإسلامية أن الإسلام يدعونا إلى الوسطية والاعتدال في الأفكار والاتجاهات والرأي والتعامل وهذا ما نحتاجه اليوم للأخذ بوسطية الإسلام باعتدال وعقلانية لنواكب بها العصر ونخرج أقوياء. وأكد معاليه أن التجديد في أمر الدين والتجديد في وسائل الإبلاغ والتجديد فيما يدخل في نطاق الاجتهاد من واجبات المجتهدين والمصلحين لأنه لولا التجديد أو التحديث ونقل الناس إلى ما هو أفضل من التنظيمات أومن الاجتهادات الفقهية وما أشبه ذلك لبقي الناس بعيدين عن هذا الدين مشددا على أن يكون هناك مراجعة دورية للأداء وخاصة في وزارات الشؤون الإسلامية في أداء الأئمة والخطباء وفي عمل الدعاة وفي مخاطبة الناس وكذا الخطاب الديني في القنوات الفضائية أو مواقع الإنترنت وما أشبه ذلك . وأشار معاليه إلى أن تغيير الخطاب الديني ليس بالسهل لأن فهم الناس وخاصة الخطباء لكيفية علاج المشكلات أمر صعب ويتطلب مهارة خاصة ومستوى ثقافيا وعلميا وشرعيا ويتطلب اختلاط ببيئات حتى يعرف مستوى المخاطبين وكيف يخاطبهم. وعبر عن أمله أن يحقق المؤتمر الغاية التى يتمناها الجميع مذكرا في الوقت نفسه أن المملكة استضافت قبل ذلك أربعة مؤتمرات (المؤتمر الأول في مكةالمكرمة 1399ه ، والثاني في مكةالمكرمة 1400ه ، والمؤتمر الثالث في مكةالمكرمة1401ه ،والمؤتمر الرابع في محافظة جدة 1409ه ).