عقد الرئيس الصومالي الانتقالي شريف شيخ أحمد ليلة أمس الاول وصباح أمس لقاءات مع علماء ووجهاء القبائل الصومالية بحث معهم خلالها المواجهات المسلحة التي شهدتها العاصمة مقديشو في الأيام الأخيرة وسبل وقفها، حسب ما أفادت مصادر صومالية في مقديشو . وتأتي هذه اللقاءات في وقت أعلنت فيه حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي سيطرتهما على أجزاء كبيرة من مقديشو، في حين أعلنت إدارة كيسمايو –وهي تحالف من ثلاثة تنظيمات مسلحة- مشاركتها في المواجهات التي تمت ضد الجناح الموالي للحكومة الصومالية من المحاكم الإسلامية، وأثارت لدى الصوماليين مخاوف من عودة البلاد إلى الحرب الأهلية. ورفضت إدارة كيسمايو وصف هذه الاشتباكات بأنها وقعت بين إسلاميين، بل قالت إنها كانت بين من سمتهم (المجاهدين) وبين من وصفتهم بأنهم (عناصر موالية للغرب)، في إشارة إلى الموالين للحكومة الانتقالية. وقال مصدر مطلع إن هدوءا نسبيا عاد أمس إلى مقديشو، ونقل عن مصادر طبية هناك أن الاشتباكات التي استمرت ثلاثة أيام أسفرت عن مقتل 65 شخصا وجرح 235 آخرين. وقد تحدث سكان محليون لوكالة رويترز عن مشاركة (مقاتلين أجانب) في الاشتباكات، وقال أحد السكان (نشاهد عربا بلحى طويلة في كل مكان). من جهتها اتهمت الحكومة الصومالية على لسان وزير الإعلام فرحان علي حامد من سماهم (خوارج) و(أجانب) بالوقوف وراء الهجمات التي تعرضت لها مواقع تابعة للحكومة الصومالية. كما أكد الوزير تمسك الحكومة بموقفها الداعي إلى الحوار, مشيرا إلى ضرورة فتح قناة للتوصل إلى حل سلمي لجميع المشاكل القائمة. وطالب العلماء ووجهاء القبائل بمواصلة جهودهم تجاه الحوار وعدم التنازل عن موقفهم الداعي إلى التوسط بين الحكومة والمعارضة. في المقابل أبدت حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي رفضهما الحوار, وأطلق والي الحركة على إقليم بنادر والعاصمة مقديشو شيخ علي حسين الملقب علي طيري تحذيرا أشار فيه إلى أن من وصفهم (بأعداء الله) لن يبقوا في مواقعهم بالعاصمة. ولم ينف مسؤول الحركة في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية مشاركة عناصر أجنبية في المواجهات, قائلا إن الحركة لا تميز بين المسلمين باللون أو الجنس. وأضاف (أي مسلم مؤمن أقرب إلينا من الموالين لأميركا والمناصرين للقوات الأجنبية), في إشارة إلى الحكومة الصومالية. كما رفض علي طيري وصف المعارك الأخيرة بمعارك فتنة وأنها بين إسلاميين, قائلا إن حركته (تقاتل ضد قوات أمراء الحرب وقوات انضمت إلى المعسكر الموالي للأميركيين والصليبيين). ومن جانبه قال المتحدث باسم الحزب الإسلامي شيخ موسى عبدي عرالي إن نحو 200 من عناصر المحاكم الإسلامية الموالية للرئيس شريف استسلموا وبصحبتهم 14 عربة قتالية وعشرات الأسلحة الخفيفة والأوتوماتيكية.